مع اقترابنا من الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أحببت أن أوضح للقارئ الكريم بعض من الأخطاء التي يقع فيها المرء المسلم في شهر رمضان الكريم، وربما يكون ذلك من غير قصد أو من غير وعي.
ومن هذه الأخطاء الرمضانية الشائعة غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم، فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم كأن يقول: «أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة» أو يقول «اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم».
ومن هذه الأخطاء اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار، أما في الليل فحـلال، قال تعالى: «أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».
ومنها تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاة التراويح، وكذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضاً من رفع النساء لأصواتهن في المساجد، وهذا يكون موضع فتنة.
ومن الأخطاء تأخير الإفطار، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت، لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».
ومن الأخطاء غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لا ترد دعوتهم. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر».
ومن الأخطاء الشائعة أيضاً انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي قال الله فيها: «ليلة القدر خير من ألف شهر» والواجب عليهم إتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم فإنه كان إذا دخلت العشر الأواخر شد المئزر وأيقظ أهله وأحيا ليله.
ومن الأخطاء عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغر سنهم، والمستحب تعويدهم على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه، خاصة إذا أطاقوه لما ورد عن الربيع بنت معوذ قالت: «فكنا نصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك».
ومن الأخطاء سرعة الغضب والصخب والرفث في نهار رمضان، وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي: «الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم».
ومن الأخطاء إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد.