تعددت تعريفات الابتكار الاجتماعي، وتنوعت، بتعدد المصادر والمنهجيات، ولفهم معنى الابتكار الاجتماعي بطريقة أكثر وضوحاً، علينا أولاً أن نلقي نظرة على كلمة «ابتكار»، ومن ثم كلمة «اجتماعي». الابتكار يشمل كل من العملية والمنتج. وفقاً لذلك، تقسم المؤلفات الأكاديمية عن الابتكار إلى قسمين تيارات مختلفة. التيار الأول يستكشف العمليات التنظيمية والاجتماعية التي تنتج الابتكار، مثل الإبداع الفردي، والهيكل التنظيمي، والسياق البيئي، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية. بينما ينظر التيار الآخر للابتكار، باعتباره المخرجات التي تتجلى في منتجات جديدة، وميزات المنتج، وأساليب الإنتاج. هذا الفرع من البحوث يدرس الموارد والعواقب الاقتصادية للابتكار.
يميز الممارسون وواضعو السياسات والممولون أيضاً بين الابتكار كعملية والابتكار كمخرجات. من وجهة نظر عملية، يحتاج الممارسون إلى معرفة كيفية إنتاج أكثر وأفضل الابتكارات. كما يحتاجون أيضاً إلى معرفة كيفية تصميم السياقات التي تدعم الابتكار. ومن وجهة نظر المخرجات، الجميع يريد أن يعرف كيفية التنبؤ بالابتكارات التي سوف تنجح.
لا يمكننا أن نطلق على أي مخرج ابتكاراً ما لم يستوفِ معيارين:
الحداثة على الرغم من أن الابتكارات لا ينبغي أن تكون بالضرورة أصيلة وغير مسبوقة، إلا أنها ينبغي أن تكون جديدة بالنسبة للمستخدم.
التحسين، فلا يمكننا اعتباره ابتكاراً، مالم تكن مخرجاته إما أكثر فعالية أو أكثر كفاءة من البدائل الموجودة قبله. وربما كانت أكثر استدامة، ونعني بذلك الحلول المتعلقة بالبيئة. على سبيل المثال، قد يترتب على بعض الحلول لمشكلة الفقر استخراج الموارد الطبيعية، مثل التنقيب عن النفط أو صيد الأسماك، والتي من شأنها أن تكون مقيدة بطبيعتها ببعض القيود المفروضة على الموارد. نحن نستخدم «أو» إشارة إلى أن الابتكار الاجتماعي يحتاج أن يكون أفضل في ناحية واحدة فقط من هذه النواحي لنعتبره ابتكاراً. في حين يعتبر آخرون أن الابتكارات ينبغي أن تكون جديدة بشكل جذري. من الضروري أن نميز بين أربعة عناصر متميزة من الابتكار:
- عملية الابتكار، توليد منتج حديث أو حل ينطوي على العوامل الفنية والاجتماعية والاقتصادية.
- المنتج أو الاختراع، المخرج الذي نسميه الابتكار المناسب.
- نشر أو اعتماد الابتكار، حيث من خلاله يدخل الابتكار حيز الاستخدام الأوسع.
- القيمة النهائية التي خلقها الابتكار. هذا المنطق يقدم لنا النصف الأول من تعريفنا للابتكار الاجتماعي: حل جديد لمشكلة اجتماعية بطريقة أكثر فعالية وكفاءة واستدامة من الحلول القائمة.
معنى «اجتماعي»
يقول بوتر ستيوارت: «لا أستطيع تحديد معنى اجتماعي «Social»، ولكنني أنا أعرفها عندما أراها». نتيجة لذلك، يستخدم خيرة مفكري مجالات المشروعات الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية، والإدارة غير الربحية، كلمة «اجتماعي» لوصف أمور متنوعة ومختلفة جداً: مثل الدوافع أو النوايا الاجتماعية، القطاع الاجتماعي كتصنيف قانوني، المشكلات الاجتماعية، والأثر الاجتماعي.
وركزت جهود عدة على تعريف كلمة اجتماعي «Social» بأنه النية أو الدافع للابتكار المنظم. وأخيراً يستخدم الناس كلمة «اجتماعي» لوصف نوع من القيمة التي تختلف عن القيمة المالية أو الاقتصادية.