تشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن النساء يشكلن ما نسبته 70% من 1.3 مليار شخص يعيشون في ظروف من الفقر، فيما تتحمل النساء في المناطق الحضرية مسؤولية إعالة ما نسبته 40% من أفقر الأسر، وهو ما يؤشر على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في رعاية الأسرة رغم ما يحيط بها من ظروف.

استحضرت هذه البيانات وأنا أستعد لكتابة مقالتي هذه، والذي يتوافق نشرها مع اليوم الدولي للمرأة، كنوع من التقدير للأدوار التي تقوم بها، في ظل صعوبة تحقيق المساواة بين الجنسين عالمياً، ليس فقط في البيئات الفقيرة، وإنما أيضاً في الدول المتقدمة والمتحضرة، حيث تشير الأرقام إلى أن المساواة بين الجنسين في المناصب العليا على المستوى الدولي سيستغرق 130 عاماً.

ورغم مرور ما يزيد عن 110 أعوام على تنظيم اليوم الدولي للمرأة عام 1908 على خلفية تظاهر النساء من صانعات الملابس في مدينة نيويورك للمطالبة بتحسين ظروف العمل، إلا أنه مئات الملايين من النساء لا زلن يعشن تلك الظروف في كثير من البلدان، نتيجة القصور في خطط وبرامج التنمية الخاصة بتحسين أوضاعها، إلى جانب ترسخ الصورة النمطية في بعض المجتمعات والتي تحمل أفكاراً سلبية ودونية للمرأة.

البحرين ومنذ انطلاق المشروع التنموي الشامل لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، أولت المرأة اهتماماً خاصة كشريك أساسي وكامل في مسيرة التنمية المستدامة، وبما يعكس الرؤية المتقدمة والحضارية للمجتمع البحريني القائمة على التكامل بين مختلف فئات المجتمع.

وعلى مدى العقدين الماضيين؛ عمل المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المفدى، على إلغاء الفجوة الجندرية، عبر دعم تعزيز القوانين والتشريعات الوطنية بالتعاون مع السلطة التشريعية، إلى جانب تنفيذ العديد من المبادرات الرائدة في مجال تمكين المرأة في مختلف القطاعات؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية..

اليوم يحق للمرأة البحرينية أن تفخر بما حققته من إنجازات وما وصلت إليه من مكانة، محلياً وإقليمياً ودولياً، حتى أصبحت البحرين أحد النماذج العالمية التي يشار لها بالبنان في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين، واحتلت بدعم الدعم المجتمعي أعلى المناصب وفي مختلف القطاعات.

إضاءة

يوم الأحد الماضي، أحيا أبناء البحرين بكل حب ووفاء، الذكرى الثالثة والعشرين لوفاة حضرة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير دولة البحرين طيب الله ثراه، والذي ترك بصمات واضحة في مسيرة الوطن الحديثة، لا تزال حاضرة في قلوب ووجدان أهل البحرين.

ورغم ما تتركه ذكرى الرحيل الفقيد الكبير من ألم وحزن في قلوبنا؛ إلا أن تعزيتنا وسلوانا في ربان سفينتنا وقائد مسيرتنا جلالة الملك المفدى، أطال الله في عمره، وأبقاه ذخراً وسنداً للوطن والمواطن..