في مقالي السابق في صحيفة «الوطن» أشرت إلى لماذا الدول الأوروبية خائفة من اجتياح روسيا لأوكرانيا وهل سينفذ بوتين ما يدور في رأسه أم لا وكانت اللحظات الأخيرة التي تسبق ساعة الصفر بين مصدق لهذه الحرب أم لا ولكن الدُّب الروسي فعلها وبدأ بالحرب الإلكترونية قبل الضربة العسكرية حيث قام بتعطيل ٧٢ منشأة عسكرية في أوكرانيا فلا طائرات ترتفع ولا آليات تتحرك ثم بدأ الاجتياح ووقعت الحرب.

لكن ليس الاجتياح الروسي لأوكرانيا هو بيت القصيد بل هناك استفسارات أكبر من ذلك أهمها أن هناك معاهدة موقعة في٢٠٠٤ بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا بأن تتعهد أمريكا بالدفاع عن أوكرانيا في حالة الاعتداء عليها من أي دولة أو نشوب حرب لقاء تسليم أوكرانيا مالديها من رؤؤس نووية وصواريخ بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي سنة ٢٠٠٢ إلى روسيا في اتفاقية الحد من الأسلحة النووية حتى التهديدات الأمريكية لموسكو لم تثنِ من قرار الرئيس بوتين عن عزمه شن الحرب على أوكرانيا واكتفت أمريكا بإرسال مساعدات عسكرية دون أن تحرك جندياً أمريكياً إلى أوكرانيا. والسؤال هل أصبحت روسيا قوة استراتيجية تهابها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوربيون الذين لم يستطيعوا تغيير بوتين عن رأيه، أما الرسالة الأهم في هذه الحرب أعطت انطباعاً كلياً لدى العالم المتفرج على مجريات هذه الحرب أن الولايات المتحدة الأمريكية افتقدت مصداقيتها في كثير من الأمور وقد تفقد مسمى سيدة العالم لأنها لم تعد كذلك ولم تحسب لها روسيا بأي حساب فعلى مدار ٤ رؤساء أمريكيين بدءاً من بوش الابن وأوباما وترامب وبايدن قاموا بتهديد بوتين في عدم التدخل في جورجيا وأوكرانيا وسوريا. ولم يعبأ بوتين بتهديداتهم أو إنذاراتهم، إذن لو استمرت هذه الحرب وسقطت كييف في يد الرووس فهل ستسقط جمهوريات أخرى ويعود الاتحاد السوفيتي إلى سيطرته وقوته؟ أم تكون حرباً عالمية ثالثة تتصارع فيها الحيتان العظام؟

* كاتب ومحلل سياسي