مملكة البحرين نموذج حيّ وتجربة فريدة في التعايش السلمي وحرية الأديان وممارسة الشعائر الدينية، مزيج متناغم من مختلف الشرائح والطوائف والأعراق يعيشون على أرض المملكة من مواطنين ومقيمين سطّرت البحرين صورةً راقية في الحريات والحقوق، فعاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه حرص على نشر ثقافة الحرية بمجملها في اعتناق الأديان وممارسة الشعائر لكل طائفة وذلك لأسباب كثيرة منها ممارسة الحقوق كما جاء في الدستور البحريني والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية في هذا الجانب أيضاً، وذلك حتى يعيش المجتمع البحريني بمختلف الطوائف وتباين ثقافاته في سلم واستقرار بعيداً عن المشاحنات والفوضى التي تورّث الحقد والبغضاء والفرقة بين المجتمع الواحد. بالفعل مملكة البحرين حققت استقراراً لا مثيل له مع التعايش السلمي وتقبّل الآخر بدينه ومعتقده وممارسة فعلية في حرية اللباس وعدم الالتزام بالزيّ التقليدي البحريني أو الإسلامي، وهذا عين الصواب أن يُمارس أيّ فرد كما يقتضيه دينه ومعتقده وألا يُجبر أو يُضطهد بسبب حجاب أو عمامة أو قلنسوة يهودية أو عمامة السيخ أو لبس الصليب، فكلّ ذلك متاح في المملكة ويُلبس بحرية في الأماكن العامة وفي العمل وفي أيّ مكان ويعمل كما يقتضيه ديننا الإسلامي «لكم دينكم ولي دين» لا اضطهاد ولا تمييز ولا تعنيف، فلله الحمد والمنة على هذه النعمة نعمة التعقل وتقبّل الآخرين كما هم، فهذه هي البحرين وهذا شعبها الواعي المثقف الذي يُدرك عواقب التفرقة ويُدرك أهميّة حُسن المعشر والتعايش السلمي.

مِن المُستفَز أن نشاهد بعض الدول تمنع مواطنيها من ممارسة حقوقهم المدنية والتعبير عنه خاصة الدينية، مِن المُستَفز ما يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ما تقوم به مدرسة هندية في الهند بمنع لبس الطالبات المسلمات الحجاب، بل تسمح للطلبة بديانات أخرى ضرب المسلمات لإجبارهن على خلع الحجاب وتُجبر المسلمات على خلق الحجاب قبل دخول المدرسة، هذا استفزاز للتعايش، استفزاز للدين الإسلامي، استفزاز للدول التي تضرب معاني جميلة للتسامح والتعايش السلمي، ما ذنب المسلمات في هذه المدرسة أن يُعنَّفنَ وأن يُمنعنَ من العلم والتعلّم ومن ممارسة دينهنَّ كما أعطتهنَّ «الإنسانية» الحقّ في ذلك.

كلمة من القلب

أرجو من سفير الهند في مملكة البحرين نقل استيائنا من هذه الهمجية التي تتّبعها هذه المدرسة وأن يَنقل لهم تجربتنا تجربة البحرين في التعايش السّلمي والأهداف التي تحققت من ذلك.