هل من قام بالحرب هو نفسه من قام بنشر فيروس كورونا؟ أم هو نفسه من يرتب الأزمات في العالم؟ من يصنعها؟ وكيف تدار بطريقة سحرية ومرتبة؟ أين الحديث عن التضخم والغضب العارم على سوء الإدارة الأمريكية وفشلها في ملف أفغانستان؟

قراءة المشهد الروسي الأوكراني يجب أن يكون بنظرة شاملة وبعيدة عن صراع عقائدي، فالروس كانوا مستعدين لجميع العقوبات الأوروبية الأمريكية، كذلك الأوكرانيون الذين كانت التوقعات في واشنطن بأنها قد تسقط سريعاً، وكل ذلك أمام الشاشات نشاهد ونتفكر، كيف تدار الأزمات ولمصلحة من؟ ومن هنا نتحدث بشكل أعمق ما بعد الصراع الروسي الأوكراني، هل سيتطور وتدخل أطراف أخرى كالناتو الذي أشار إلى تفعيل المادة 7 التي تحمي أعضاءها من المخاطر الخارجية والتي تم العمل بها مسبقاً في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر وصرفت الولايات المتحدة الأمريكية المليارات لتطوير الجيش الأفغاني وبالنهاية انقلب الوضع وأصبحت طالبان هي من تحكم كابول، وهل هذا الشيء سيحدث في أوكرانيا؟ كل هذه التساؤلات تدور في عقل المراقب ويقول ما بعد روسيا وأوكرانيا ما هو الملف القادم؟ هل سيكون الملف الإيراني أو الملف الصيني التايواني أو الملف الكوري الشمالي الجنوبي أو أزمة صحية أو انهيار اقتصادي؟ وبالتالي يدفعنا التساؤل الأكبر، من المستفيد من تلك الأزمات؟ ومن هنا سنعلم جيداً أن أكثر الدول التي تستفيد هم صناع الأزمات، فأمريكا وروسيا هم أكثر دولتين مستفيدتين من الملف الأوكراني فالأولى لديها مشاكل داخلية وهي طريقة مثلى لإشغال الشعب عن مشاكل التضخم وفضائح التجسس لهيلاري كلينتون وفي الوقت نفسه إضعاف القارة العجوز والثانية التي ستتحكم بالموارد في العالم في حال نجاحها في سقوط العاصمة كييف لجعل أوروبا راضخة يوماً ما إليها بعد سقوط الحكومة الأوكرانية. خلاصة الموضوع، التجرد من العاطفة مع صناع الأزمات ورؤية الموضوع بزاوية أكبر وأعمق سينتهي بك المطاف أن لكل دولة عظمى هدفاً لتقسيم الكعكة عبر خلق الفوضى، والواعي والفطن لها لن ينجر إلى هذه البروباغندا التي تختلقها أمريكا وروسيا، وفي النهاية سيكتشف الرأي العام العالمي بأنه خُدِعَ ومررت عليه الأجندة وهو يبكي على ضحايا قد كانوا نتيجة صناعة أزمة لربح المزيد من المكاسب المستقبلية.