من العادة تكون مقالاتي لاذعة ومباشرة ولكن سأختار الأساليب الدبلوماسية لأوجه رسالتي هذه وعبر زاويتي التي أفضلها بالصحيفة.

سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مملكة البحرين ستيفن بوندي، أود أن أعرب لكم عن خالص تمنياتي لكم بموفر الصحة والامتنان وأن تكون المنامة محطة مهمة ومؤثرة في مسيرتكم الدبلوماسية، فمملكة البحرين وعبر تاريخها الممتد منذ خمسة آلاف سنة كانت ولازالت مهد الحضارات ومقراً لالتقاء شعوب العالم، فهي تمتزج فيها الأعراق لتمثل نموذجاً للتعايش والتسامح، وهذا ما نفخر فيه ونعمل للحفاظ عليه.

فقد وردتنا معلومات وحسب ما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنكم عقدتم اجتماعاً مع ممثلي المجتمع المدني وذلك لرفع تقرير عن الأحوال السياسية في مملكة البحرين، وكنت أنتظر حينها أن تصدر السفارة بياناً يوضح حقيقة هذا اللقاء وما دار فيه، وأن صمتكم عن تلك الأنباء دليل على حقيقتها، ومن هنا وأنتم تعلمون أن اتفاقية فيينا وبالتحديد المادة 41 تلزم السفراء بعدم التدخل بالشؤون الداخلية، وبالتالي فإن ذلك يعتبر انتهاكاً واضحاً لتلك الأعراف الدبلوماسية التي قد تتسبب بالتأثير على مستوى العلاقات بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.

ونذكركم بأن الجذور التاريخية للعلاقات مع واشنطن والتي تمتد منذ عام 1947 عندما استضافت البحرين أول قاعدة بحرية أمريكية، وهذا ما يجعلنا متأكدين بأنكم تضعون المسار التاريخي خلال عملكم الدبلوماسي الذي أقسمتم بالحفاظ على المصالح الأمريكية العليا، وأن ما جرى مؤخراً هو أمر مقلق لمملكة البحرين وشعبها وخاصة أن العلاقات بين البلدين تحظى باهتمام بالغ من قبل القادة في واشنطن.

في الختام، مملكة البحرين تسعى مع الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز الشراكة في كافة المجالات، وهي كما تعلمون منفتحة على العالم، وتلك الأصوات التي استضافتها مؤخراً هي نفسها التي تراها في شوارع نيويورك وواشنطن والتي تتهم أمريكا الديمقراطية بأنها تمثل بيت الديكتاتورية في العالم والإمبريالية المقيتة، ونحن على يقين بأنكم متفهمين لحجم التهديدات الإيرانية المستمرة على مملكة البحرين عبر خلاياها التابعة لطهران وهذه المعلومات ليست بجديدة لكي نصرح لها فهي مثبتة لديكم، نتمنى لكم محطة سعيدة في مملكة البحرين تنعمون فيها بالأمن والاستقرار.