قول أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» إنهم يأملون أن تجمعهم مع الحكومة «طاولة حوار» بينما هم قابعون في حضن «حزب إيران في لبنان» ويقيمون المهرجانات الخطابية التي يشارك فيها ممثلون عن ميليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية ويقبلون كل كلام ناقص يقال فيها عن البحرين يصنف في باب النكت البايخة. فأن تدّعي بأنك تعمل لمصلحة شعب البحرين وأنك تمارس السلمية وأنه ليس بينك وبين الحكم سوى خلاف في أمور محددة ثم تفعل كل ذلك فالأكيد أن عاقلاً لن يصدّقك ولن يجاريك.

تُرى أيّ حكومة في العالم يمكن أن تتحاور مع من يعيش هكذا تناقض ويعتقد أن العالم دون القدرة على فهم مراميه؟ وأيّ شعب هذا الذي يمكنه أن يرى كل هذا التناقض ويؤمن بأن أولئك يريدون مصلحته لا مصلحتهم؟

يكفي تواصل أولئك مع تلك الميليشيات الإرهابية لترفض الحكومة التحاور معهم لأنهم ببساطة يعتبرون لهذا السبب جزءاً منهم ولا يمكن للحكومة أن تتحاور مع جماعة إرهابية، ويكفي ما كشفوا عنه حتى الآن ليؤمن شعب البحرين بأنهم لا يريدون له الخير.

النجاح الذي حققه أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» في السنوات القليلة الماضية هو تمكنهم من التواصل مع تلك الميليشيات الإرهابية وتماهوا فيها، وتيقنوا من نجاحهم ذاك عندما صار حسن نصرالله يحامي عنهم على الهواء مباشرة فيندفع نفر من المغرر بهم إلى الشارع ليشكروه، ثم ليحذّر في خطابه الأخير الحكومة اللبنانية من أن تعود لمثل الذي فعلته عندما «تمنّى» وزير داخليتها عدم إقامة ذاك المهرجان الخطابي في بيروت.

كل الأنشطة التي نفذها أولئك خلال الأسبوع الماضي أكدت أن لهم أجندة خاصة وأنهم لا يستطيعون أن يفلتوا من الدور المنوط بهم من قبل الخارج وأن دعواتهم إلى الحوار والتفاهم ليست إلا ذرّاً للرّماد في العيون.

ما قاموا به أخيراً أكد بُعدهم عن العمل السياسي.. وأبعدهم عن الحكم والناس كثيراً.