سعادة السفير، آمل أن تصلكَ رسالتي ضمن البريد الذي يصلكَ يومياً كرصد إعلامي حول ما يتمّ تناوله في الإعلام البحريني الشفاف، هذا الإعلام الذي يستطيع أن يعبّر فيه كلّ شخص عن رأيه بحرّية بما لا يَخلّ بالقانون، سواءً كان هذا الإعلام التقليدي كالصحف، والتلفزيون والراديو، أو غير التقليدي كوسائل التواصل الاجتماعي، المنضوية والمملوكة لشركات إعلامية أمريكية ضخمة، هذه القنوات الإعلامية التي مَنعت الرئيس الأمريكي السابق ترامب من التغريد. تناول الإعلام البحريني خلال الأسبوع الماضي تصريحات من مختلف مكوّنات المجتمع البحريني الذي استاء من الفعل غير الدبلوماسي الذي قمتم به سعادتكم، والذي حدّثك بشأنه وزير الخارجية البحريني بشكل دبلوماسي، واستنكره وزير الداخلية بشكل رسمي.

سعادة السفير، هناك حِكمة تقول «من الغباء فعل نفس الشيء مرّتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة»، لا أدري لماذا تذكّرتُ هذه الحِكمة، لعلّك يا سعادة السفير قمت بتكرار فعل مرير بالنسبة لنا -نحن البحرينيين- وأنّك بانتظار أن ترى نفس النتائج؟؟!! ولكن دعني أكونُ صريحةً مع سعادتك، عليك بمراجعة الوضع الحالي، وقراءته قراءةً تحليليةً واقعية، واطلب من فريقك أن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه، فنحن الآن لسنا كما كنّا في عام 2011. الأمور اختلفت كثيراً. لدينا طاولة حوار وطني، ناهيك عن مؤسسات وطنية جامعة نلتف حولها إذا ما أردنا الحديث حول أيّ موضوع، لاسيما إذا كان الموضوع بحرينياً وداخلياً بامتياز. وعلى فِكرة يا سعادة السفير، اطلب من موظفي سفارتك أن يأتوك بعدد الزيارات الرسميّة للمنظمات الرسميّة الخارجية التي نستقبلها بكلّ ودّ وترحاب، وتَذكّر بأنّنا شعب منفتح ديمقراطي وبأنّنا دولةُ قانون ومؤسسات، نرحّب بالزيارات بكافة أشكالها ولا نستنكر منها إلا ما يُخالف القانون والأعراف.

ويجب أن تعيَ يا سعادة السفير أنّنا بتنا أكثر وعياً، ونضجاً، وبتنا نفهم ما يدور حولنا، وهذا ما جعل النفر المجتمعين معك يقومون بالتأسُّف عمّا بدر منهم مؤكدين بأنّهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عن سبب الاجتماع، وبأن سعادتك أو السفارة لم تكن واضحة معهم حول سبب الاجتماع.

وكم أتمنّى أن يقوم موظفو سفارتك كذلك بإعداد ملفّات واقعية، وبالمناسبة واقعية تعني بأنّها لا تستند على «آراء»، فهناك فرق كبير بين الرأي وبين الحقائق opinion &facts، وأعتقد بأنّ الحقائق المبنيّة على أرقام وإحصائيات متوفرة وتستطيع الحصول عليها بطرق رسميّة. أمّا طريقة لقاء شخصيات باعتبارهم focus group، فاسمح لي أن أطلبَ منك أن تطلب من موظفي سفارتك أن يطلعوك على أبجديات اختيار هذا النوع من الفرق البحثية، لعلّك تجد ضالتك بطرق علمية.

رأيي المتواضع

سعادة السفير الأمريكي الجديد بما أنّك تتقن اللغة العربية دعني أُعلمك مثلاً عربياً دارجاً تضيفه إلى قاموسك وهو «يا غريب كن أديب»، فكن أديباً بتمسّكك بالأعراف الدبلوماسية على أقل تقدير.