ها هي ذكرى ميثاق العمل الوطني تعود من جديد، لتذكرنا بحقبة زمنية جميلة ورائعة ومختلفة، لوطن نهض بمشروع إصلاحي وعصري، حمل تطلعات ورؤى مليكنا المفدى حفظه الله ورعاه، في بناء دولة مؤسسات وقانون، ووطن متجدد قائم على الحداثة والديمقراطية والتغيير، ولقد كان الشعب الوفي تواقاً لتلك التطلعات، متوافقاً معها، راغباً بشدة في تحقيقها، فتلاقت رغبات القيادة والشعب في الطموح والآمال والتطلعات والأحلام، وتجسد المعنى الحقيقي للتلاحم الوطني، بدليل تلك النسبة التاريخية والمذهلة التي صوتت بـ«نعم للميثاق»، وبلغت 98.4% ، فكان الرابع عشر من فبراير من العام 2001 يوماً تاريخياً فعلاً، وعرساً ديمقراطياً حقيقياً عاشته البحرين وشعبها.

لقد شرّع ميثاقنا الوطني أبواب المستقبل لوطننا على مصراعيها، ولقد كنت محظوظاً فعلاً لأشهد وأرى كل المتغيرات التي مر فيها وطننا، الذي كان يبنى من جديد، فكان الجميع مشغولاً بذلك البناء، متحمساً له، فترى الشعب كله كان يعمل في بداية ذلك المشروع الوطني دون كلل أو ملل، يهمه تحقيق الإنجازات، ويسعى لبلوغ القمم، ومهما كان الثمن، فهو قليل في حق الوطن، ومع مرور تلك السنوات أصبح ذلك المشروع مكتملاً، ويسير في طريق التنمية الشاملة والمستدامة بثبات، وبما كان مخططاً له في البدايات.

ولأننا شعب يشبه قيادته، نتطلع للأفضل دائماً، ونطمح للمزيد منه، ولا يحدنا إنجاز مهما كان كبيراً، وننظر للهدف ونسير باتجاهه ونصل إليه، لذلك فإن مسيرة وطننا المباركة والشاملة متجددة دائماً، تتكيف مع الظروف، لتمضي بقوة أكبر لاستشراف آفاق المستقبل، خاصة ما يتعلق بالمراجعة والتقييم، فذلك يجعلنا ندرك النواقص فنستكملها، ونرى الفراغات فنسدها، بذات العزيمة والإصرار والرغبة في الأفضل، ولا شك أن كل ذلك تمثل في شخص سمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، المتابع لكل صغيرة وكبيرة، والحريص على تحقيق الأفضل، والمتطلع المتفائل دائماً بمستقبل أكثر ازدهاراً لوطننا الحبيب.

إن الشعب البحريني محظوظ حقاً بهذه القيادة الحكيمة، التي هي أيضاً محظوظة بشعب ملازم لها، يعمل وفق توجيهاتها، ويسعى معها بقوة ثبات لتحقيق الأحلام والتطلعات، هكذا تعلمنا من الميثاق الوطني، الحدث الذي غير البحرين، وعزز لدى الشعب الانتماء والولاء والعشق للوطن والقيادة.

كل عام وبحريننا ومليكنا وولي عهده والشعب الوفي في نماء وازدهار.