رغم أن الدول الأوروبية تحت المظلة الأمريكية إلا أنها ظهرت بمظهر الخائف المترقّب من قيام الحرب بين روسيا وأوكرانيا. التهديدات والتصريحات من الدول الأوروبية تجاه روسيا لم تُثنِ من غطرسة وتكابر الدبّ الروسي بوتين والذي ظهر لوسائل الإعلام شخصيةً قويةً لا يهمّها حجم المساعدات العسكرية التي أرسلتها أمريكا والدول الأوروبية لمساعدة أوكرانيا في حال نشوب الحرب مع روسيا، فالحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا بلغت ذروتها، إذ يتواجد أكثر من مائة وثلاثين ألف جندي روسي استعداداً لاجتياح أوكرانيا في حالة أنها ترفض الخروج من حلف الناتو الذي يصرّ بوتين على خروجها منه مهدّداً بالاجتياح.

الرئيس الفرنسي ماكرون ظهر ضعيفاً أمام بوتين الذي غادر غرفة الاجتماعات التي جمعت بينهما في موسكو. وغادر بوتين الغرفة تاركاً وراءه ماكرون دون أن يراعي البروتوكولات الرسمية في استقبال رؤساء الدول. أمريكا وبريطانيا وألمانيا أكثر الدول التي أرسلت مساعدات عسكرية متطورة إلى أوكرانيا لمساعدتها في هذه الحرب، والمناورات العسكرية بين أمريكا والدول الأوروبية التي ظهرت خائفة من نشوب هذه الحرب وتزايد وصول القطع البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في بحر القرم توحي بأن الحرب على وشك أن تندلع. أما المشهد الأكثر تحفّزاً أن الأجواء تذكّر باستعدادات النازية بقيادة هتلر باجتياح أوروبا، وهذا ما تخشاه فرنسا وبريطانيا. أما ألمانيا فإنها لا تريد إعادة المشهد الروسي واحتلاله لألمانيا الغربية وتقسيمها بعد هزيمتها إلى ألمانيتين شرقية وغربية. أما حلف الناتو والذي ظهر قوياً وإلى جانب حليفته أوكرانيا وأنه سينضم إليها في حالة تعرّض أوكرانيا للاجتياح. بقي مشهد واحد لتضاريس هذه الحرب وهو أن الحليفتين لروسيا وهما الصين وكوريا الشمالية لم تُظهِرا أي اهتمام بما يحدث رغم الفزع والخوف في أوروبا. كوريا الشمالية اكتفت بعرض عسكري لصواريخها العابرة للقارات والصواريخ الاستراتيجية، وقد يكون هذا الاستعراض بمثابة رسالة من المتهوّر الكوري الشمالي إلى أننا حلفاء مع روسيا وصواريخنا سوف تصل إلى أهداف استراتيجية، وهذا أيضاً ما تخشاه الدول الأوروبية. الصين الحليف الأكبر لروسيا تراقب المشهد إلى حين ساعة الصفر.

* كاتب ومحلل سياسي