بداية لابد من تقديم خالص التعازي للمملكة المغربية الشقيقة والوطن العربي بوفاة الطفل البريء ريان، كان الله عز وجلّ في عون ذويه وأثابهم على ما ألمّ بهم، ألم ٌ كبير لن يبرأ مهما طالت به السنون. شخصياً وإلى حين كتابة كلماتي هذه أشعر بحسرة كبيرة في قلبي والدمعة تسير في مقلتي فأنا أضع نفسي مكان الأم التي كانت تعد الثواني إلى أن تحتضن ولدها، لكن الله شاء أن يلتحف أحضان التراب بعد أن جالسه 5 أيام دون حراك. حادثة ريان كانت لنا بمثابة الناقوس الذي أيقظ الناس من سباتها وليثبت للعالم أجمع أن الشعب العربي ممكن أن يكون متحداً متضامناً متكاتفاً من المحيط إلى الخليج على موقف ثابت وإن كان لا يمسه بشكل صريح.

وغير صحيح أن يتم نعته بأنه بات دون مشاعر، لسبب اعتياده على مشاهدة وسماع أصوات أنين المتألمين وعناء المنكوبين وصرخة المجروحين!

فالأغلبية منه طبعاً وهو مكتوف اليدين كان يتابع سواء على الشاشة الصغيرة من خلال المحطات الإخبارية التي كانت تنقل لنا الموقف من قلب الحدث أو من خلال تصفحه لبرامج التواصل الاجتماعي والتي لم تخلُ من وجود فئة الانتهازيين والمرجويين للأخبار المغلوطة بهدف كسب تفاعل المتابعين وإحصاء المعجبين.

رحل الطفل ريان عن عالمنا ورحلت نفسه راضية مرضية لربها بعد أن كان لمدة 5 أيام متقوقعاً في منتصف البئر ونحن في الانتظار بين ترقب وحرقة ودعاء ولكن هناك فئة من الشعوب في بعض الدول لازالت عالقة في بئر الظلمات تعاني وتفقد المئات من «ريان» ولم تجد من ينتفض ويقدم لها الإنقاذ وهم يسيرون باتجاه القاع طالما أن ولاية الفقيه تعبث في عدد من الدول العربية وتحاول تفرد أجندتها وتزعزع الأمن فيها من خلال خلايا إرهابية أو من خلال ميلشياتها الإرهابية التي استباحت عدداً من العواصم العربية، ومعصومي البصر والبصيرة لها راضخين تابعين ومسايرين لها.

في أمان الله يا ريان..