عام جديد نقتحمه بسرعة غير مسبوقة في عالم غريب نعيش فيه، فجميعنا يشعر وكأن عمره توقف في 2019 والسنتين التي تلته كانت عبارة عن رعب وخوف وفقدان للأحبة في ظل صراع العالم مع وحش لا يراه، يخمد فترة وينشط تارة أخرى حتى بتنا مع بداية عامنا الجديد أعادنا «أوميكرون» إلى أول السطر، تباعد وخوف وقلق، بدأت الإشارات بالتلون وتغير الأخضر إلى الأصفر ولكن مع ذلك ما زال فريقنا الوطني يبعث برسائله المطمئنة للشعب بأن الأمور تحت السيطرة ولكن يجب على الفرد فينا أن يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه والمجتمع فيعود لاحترازاته ولا يغرنه الأمان الكاذب، فالفيروس اليوم أصبح أسرع تنقلاً وخطورته تكمن في إصابته لأصحاب المناعة الضعيفة أو ممن لم يتلقوا الجرعة المنشطة، فالحذر والالتزام يا أصدقاء.

بداية عام جديد نودع فيها أياماً مضت بحلوها ومرها، لحظات انهمرت فيها دموعنا فرحاً، ولحظات أخرى انهمرت دموعنا حارقة وجنتينا في لحظات الحزن والفقد، الإنسان البسيط الذي يتأرجح في هذه الحياة بين لحظات مختلفة وشعور متنوع، محطات كثيرة وتجارب متعددة تصنع منه شخصاً ينضج يوماً بعد يوم، سنة بعد سنة.

عام جديد نسير إليه بطموح مختلف، نبحث فيه عن ذواتنا المفقودة، نتطلع فيه للإنجاز ونتوقف فيه عن البحث عن رضا الآخرين لنركز فيها على رضا الله ثم الوالدين ثم رضا نفسك على نفسك، نتوقف فيه عن العيش بأنانية ونزرع الحب حولنا، نمد أيدينا لمن يحتاج، نجبر خاطر المصاب، ونقف مع الذين يحتاجوننا ولا نتخلى عنهم في أحلك اللحظات.

نتذكر مع بداية كل عام أن هناك أشخاصاً محبطون في دوائرنا، وهناك علاقات مسمومة نعيشها، شغلها الشاغل أن تثبط من عزيمتنا وأن تتغذى على أذيتنا في سبيل إشباع رغبات أنانية بداخلها، فالبعض يستخدمك كوسادة يركض إليك كل ما وقع في مصيبة، وآخر يتفنن في التصيد في أخطائك وانتقاد كل ما تقوم به والاستهزاء والسخرية من باب المزاح والسخرية ولكنه في داخله يحمل كرهاً لذاته الأمر الذي يمنعه من أن يسعد لسعادة من يحب.

أتمنى لكم عاماً مليء بالحب يا رفاق، تجدون فيه الكتف الذي يستحق الاستناد عليه، وتحققون فيه كل أحلامكم التي أخبركم أحدهم يوماً بأنك لا تستطيع أن تحققها.