بات جلياً بأن العالم يمر بموجة جديدة وقوية من تفشي وباء فيروس كورونا عبر المتحور الجديد «أوميكرون»، والعملية هنا لا تستثني أحداً، إذ حتى لدينا شهدنا ارتفاعاً في الإصابات اليومية خلال الأيام الماضية، وهذا ما يطرح التساؤل بشأن وصول المتحور الجديد لبلادنا، خاصة وأن رحلات السفر مستمرة، وبالتأكيد لن يدخل هذا المتحور إلا من الخارج.

الوضع في أوروبا أكثر تعقيداً، فالإصابات اليومية بالآلاف، وعمليات الإغلاق لكثير من الفعاليات والممارسات اليومية مستمرة، وحتى الأمس أوردت منصات الأخبار بأن أكثر من 1600 رحلة جوية تم إلغاؤها، وأن كثيراً من القيود فرضت على حرية تحرك البشر.

في مقابل ذلك كمواجهة لهذا المتحور الجديد بدأت بالظهور عدد من البروتوكولات الطبية بشأن الجرعات التنشيطية، وإمكانية أخذ جرعة رابعة، مع استمرار العديد من المؤسسات الطبية المصنعة للقاحات في عمليات إيجاد لقاح يحد من انتشار «أوميكرون» باعتباره أسرع انتشاراً من فيروس كورونا الأصلي وما تبعه من متحورات متطورة مثل «دلتا» وغيره.

في البحرين حذر الفريق الطبي مرارا بشأن «الأمان الكاذب»، وكيف أننا ورغم تناقص الأعداد وتحصن غالبية المجتمع، إلا أن الجزم بانتهاء الجائحة أمر في علم الغيب، وهو ما تؤكده عملية ظهور هذه السلاسة الجديدة، وعليه تم تغيير نمط الإشارة الضوئية لدينا إلى اللون الأصفر.

طيب، في ظل هذه المعطيات، ماذا يجب علينا أن نفعل لتتجنب البحرين التعرض لنفس الأوضاع في بعض الدول الأوروبية، وكذلك ما حصل لدى بعض الدول القريبة والجارة؟!

الثقة في جهود فريق البحرين موجودة، خاصة مع فرض الإجراءات الاستباقية واستمرار توعية المجتمع بضرورة اتباع التعليمات بشأن التصدي للفيروس، وهو ما يجعل الكرة في ملعب الناس أنفسهم، إذ مثلما فعلنا مع كورونا عبر اتباع الإجراءات والالتزام بها وعدم التهاون والاستهتار، فإننا الآن مطالبون بتكرار نفس الالتزام وبالحذر من التجمعات والإقبال على التطعيمات اللازمة، وفي جانب آخر ومع صعوبة فرض قيود على عمليات السفر والرحلات القادمة، يمكن للناس أن تساهم مع الدولة في السيطرة على الوضع من خلال تقنين السفر للخارج وتأجيله إلى ما بعد أن تهدأ الأوضاع، إذ في وقت الأزمات يجب التمسك بالأمور اللازمة والملحة وترك الكماليات أو الأمور التي يمكن إرجائها ومن ضمنها السفر.

نأمل بألا يدخل «أوميكرون» البحرين، ولو حصل وضبطت حالات، فإن الثقة موجودة بالفريق الطبي البحريني للتعامل معها بصورة تمنع انتشاره وتفشيه.

ليست دعوة للقلق والخوف والتوجس، بقدر ما هي دعوة للحيطة والحذر والالتزام والتمثل بالمسئولية مع التعاون التام مع الأجهزة المعنية، وربنا يحمي البحرين بإذنه.