إنجاز بحريني جديد، لكنه فريد من نوعه، حيث إن ما تنفذ يقع خارج حدود الكرة الأرضية، معلناً بداية دخول مملكتنا الغالية لعالم الفضاء واكتشافه وسبر أغواره، ومواكبة الدول المتقدمة في هذا الجانب.
هذا الإنجاز يستوجب توجيه التهنئة لصاحب الجلالة الملك حمد حفظه الله، خاصة وأن اسم القمر الصناعي البحريني الإماراتي يحمل اسم كتاب جلالته الشهير «الضوء الأول» والذي كشف ملكنا الغالي فيه عن رؤيته وتطلعاته وآماله بشأن البحرين وشعبها.
القمر الصناعي «ضوء 1» هو أول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك، وهو نتيجة لهذا التقارب والعمل المميز بين البحرين وشقيقتها الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء، ويأتي امتداداً لنجاح شقيقتنا الإمارات في تجربتها المذهلة لغزو الفضاء من خلال «مسبار الأول»، الحدث الذي تابعه العالم بانبهار، وكذلك يأتي إطلاق هذا القمر إعلاناً لدخول مملكة البحرين هذا المجال الهام من خلال الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء التي تأسست برؤية ملكية تستشرف المستقبل ومجالات الاستثمار في البحث العلمي الخاص بعلوم الفضاء.
اللقطة المرتقبة كانت لإطلاق الصاروخ حامل القمر الصناعي «ضوء 1» إلى الفضاء، كانت لحظة تاريخية من اللحظات التي تسجل في سجل إنجازات مملكة البحرين، والتقدير هنا لسمو الشيخ ناصر بن حمد الذي أشرف على مراحل عملية الإطلاق، والعمل القريب مع الأشقاء في الإمارات لترجمة رؤية ملكنا الغالي في ما يتعلق بطموحات البحرين من وراء اقتحامها عالم الفضاء.
أيضاً، هذا المشروع كتب له النجاح بفضل الجهود البحرينية الإماراتية المشتركة التي عملت على تهيئة كافة الظروف المطلوبة لإطلاق اسم البحرين خارج حدود الكرة الأرضية، فمن بلادنا صنع الإنجاز أفراد الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وكذلك أفراد من جامعة خليفة للعلوم التكنولوجية، وهم عناصر يحق لهم الفخر بأنهم ساهموا في تسجيل هذه اللحظات التاريخية باسم البحرين، وفي جانب الأشقاء، وكالة الإمارات للفضاء وجامعة نيويورك أبوظبي.
القمر الصناعي «ضوء 1» سيسهم من خلال العمليات التي ستتم خلاله وهو في مساره خارج الكرة الأرضية، في توفير معلومات هامة تعزز البحث العلمي في علوم الفضاء وتحديداً لمنطقة الشرق الأوسط، حيث لم يكن الوصول متاحاً في السابق لمثل هذه المعلومات، واليوم نمتلك منصة تساعد وتخدم في هذا الجانب، وتمنح البحرين استقلالية في توفر هذه المعلومات، والتي ستفيد أيضاً عمليات التطوير في الملاحة الجوية، وكذلك فهم طبيعة بعض الظواهر المؤثرة على حياة البشر مثل الصواعق والعواصف الرعدية التي تنتج أشعة جاما المؤثرة على صحة البشر والمؤثرة أيضاً في عمليات الطيران.
بهذا الإنجاز الذي نهنئ قيادتنا به، وكل الطاقات البحرينية التي عملت لأجل تحققه فعلياً على أرض الواقع، تكون البحرين قد دخلت ضمن فئة نخبوية من الدول التي وسعت آفاق بحوثها ووسعت نطاقات طموحاتها العملية لتبتعد عن حدود كوكب الأرض، وليكون لها موقع في عملية غزو الفضاء واكتشاف ما يخبئه من أسرار.
وإن كان البعض لن يقف عند التفاصيل المعقدة، فإن لسان حال المواطن البحريني بشأن هذا الإنجاز سيكون حتماً الشعور بالفخر لرؤية علم بلادنا الغالية واسمها عالياً هناك في الفضاء الخارجي.