الرسالة التي اجتهد أمين عام «حزب الله» الإيراني في توصيلها إلى شعب لبنان الجمعة الفائتة هي باختصار «يا شعب لبنان، عانيتم من نقص الوقود فوقفتم في طوابير الذل أمام المحطات أملاً في الحصول على لتر من البنزين، وكنتم مهددين بموسم شتاء قارس فجئنا لكم بالتدفئة من إيران. ولعلمكم فإن قيمة ما خصص منه للهبات والدعم للمستشفيات ودور الأيتام والعديد من الدوائر والبلديات فاقت العشرة ملايين دولار وأن البيع للآخرين تم بأقل من سعر التكلفة». والمعنى باختصار أيضاً هو أنه في الوقت الذي خذلتكم فيه الحكومة وسائر الأحزاب عمد النظام الإيراني إلى إنقاذكم فوفر لكم كل ذلك، وسيوفر مثله وأكثر في المرحلة الثانية.. فأحبوه واعلنوا عن ولائكم له وسلموه «خيط لبنان ومخيطه».

نصر الله لم يجد مفراً من الاعتراف بأن كل ذلك كان من النظام الإيراني، فحزبه لا يمتلك المال ويعيش منذ تأسيسه على المعونات الإيرانية، وقد سبق أن ذكر في بعض خطاباته وبوضوح تام أن مصروفات الحزب ورواتب أفراده وأسلحته كلها من إيران.

ما أراد نصر الله قوله للعالم كله هو أنه لولا النظام الإيراني لما تمكن الشعب اللبناني من التنفس وأنه لهذا صار لزاماً عليه أن ينفذ كل ما تريده منه إيران.

نصر الله وفر بذلك مثالاً عملياً على كيفية تغلغل النظام الإيراني إلى الدول، وأعلن بوضوح أن هذا النظام لا يفعل ذلك من أجل سواد عيون لبنان واللبنانيين.

النظام الإيراني -عبر إرساله سفن الوقود إلى لبنان وعبر توظيف كل طاقات حزبه في لبنان لتوزيع تلك المشتقات وتحمله كامل التكلفة المالية- طرح نفسه في صيغة المنقذ الذي لا يرد وجزاؤه السمع والطاعة.

نصر الله هيأ في خطابه للخطوة التالية التي مفادها أن الأدوية التي عجزت الحكومة عن توفيرها سيوفرها النظام الإيراني.. وبذلك ستتواجد إيران في بيوت اللبنانيين جميعاً.