عودة المنتخب الوطني للسباحة من البطولة العربية للمجرى القصير التي اختتمت مؤخراً في أبوظبي بحصيلة مشرفة من الميداليات قوامها سبع عشرة ميدالية بينها خمس ذهبيات وسبع فضيات وخمس برونزيات واحتلالها المركز السابع على قائمة المشاركين التي بلغت ثمانية عشر منتخباً عربياً يعد إنجازاً للرياضة البحرينية عامة وللسباحة البحرينية خاصة، كما أن هذا الإنجاز يعد مؤشراً إيجابياً لمستقبل هذه الرياضة الأولمبية الهامة.

لقد مرت رياضة السباحة البحرينية بالعديد من المطبات التي جعلتها تبتعد عن منصات التتويج بعد أن كانت في طليعة السباحة الخليجية خلال ثمانينيات القرن الماضي وبعد ذلك ظلت تعاني من صعوبات وعوائق عدة في مقدمتها غياب المسبح الأولمبي مما أثر كثيراً على عمل الاتحاد الذي يعتبر واحداً من أقدم اتحاداتنا الرياضية وأحد المؤسسين الرئيسين للجنة الأولمبية البحرينية.

جاء مشروع مدينة الشيخ خليفة الرياضية ليعيد الأمل إلى هذه الرياضة بإنشاء المسبح الأولمبي الذي أعاد البسمة لكل هواة السباحة من الجنسين كما أعاد الأمل إلى اتحاد السباحة بتجديد طموحاته التنافسية إقليمياً وعربياً وقارياً تطلعاً إلى ماهو أبعد من ذلك وهذا ما لمسناه في الآونة الأخيرة من مشاركات إيجابية ونشاط واسع انطلاقاً من القاعدة الوطنية.

النتائج العربية المشرفة في بطولة «أبوظبي»، لابد وأنها ستشكل حافزاً للقائمين على شؤون الاتحاد وللسباحين والسباحات لتقديم المزيد من التفوق في المراحل القادمة آملين أن يصاحب هذا الطموح مضاعفة الدعم المادي واللوجستي من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية والهيئة العامة للرياضة لتعزيز الجبهة الداخلية للعبة من خلال إقامة مسابقات محلية مستمرة على مستوى الأندية لاكتشاف المزيد من المواهب من الجنسين خصوصاً وأن هذه الرياضة تحظى بقاعدة واسعة جداً من الممارسين وفي مختلف الفئات العمرية الأمر الذي يتيح لكشافي الأندية والاتحاد فرصة اكتشاف المواهب المتميزة والمؤهلة لخوض معترك المنافسات الرسمية الجادة.

نهنىء مجلس إدارة الاتحاد البحريني للسباحة على هذا الإنجاز العربي ونأمل أن تتعالى الطموحات فيما هو قادم من مشاركات مع التأكيد مجدداً على المزيد من الاهتمام والتركيز على المسابقات المحلية لضمان استمرارية تدفق المواهب الوطنية لعلنا نحظى في يوم من الأيام بلقب أولمبي يرفع رايتنا عالياً.