قام الأمير عبدالرحمن بن مساعد بنشر تغريدة يسخر فيها من نفي جورج قرداحي نيته الإساءة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وعلى غرار البرنامج الذي كان سبباً في شهرة ذلك المذيع، قد أعطاه الأمير عدة خيارات ليختار منها موقفه، وأحلاها مر، وكانت خيارات الأمير عبدالرحمن بن مساعد موجزة ولكن عميقة: «هل يظننا حمقى، أم هل هو أحمق، وهل تصدق أنك وزير، وأخيراً هل تعتقد أنك ذكي».

لقد فقد جورج قرداحي جميع وسائل المساعدة في الخروج من أزمته بتصريحاته الأخيرة، خصوصاً أنه رفض الاستقالة، مبرراً أن موقفه ليس بيده.

لقد أصبحت عبئاً على جبهتك سيد جورج، وأين كان شعورك والتزامك بهذه الجبهة قبل أن يزل لسانك، وأين مصلحة بلدك الذي ضربها الخراب نتاج خيارات غير مدروسة، وفساد ضارب بجذوره العميقة، أم لم يكن أولى بك أن تتجلى فصاحتك وعمق أفكارك في إيجاد حل لأزمات بلدك الذي أبكانا كلنا بعد انفجار ميناء بيروت، وتبحث عن وسيلة لتبديد الظلام الذي تعيشون فيه الآن.

وكان الخيار الأول الذي أعطاه له الأمير: إن كنت تظن أن شعوب الخليج حمقى بعد أن تنعمت بأموالها؟! فأنت واهم، وقد أعلنت سقوطك ومسحت تاريخك، فقد كان الجمهور والساسة يكنون لك الحب والتقدير، وقد قذفت هذا التقدير بعيداً دون رجعة.

ويأتي الخيار الثاني هل أنت أحمق؟! لكي لا تدرك أنك شخصية سياسية تمثل آراء بلدك، وإن صرحت برأي كوزير للإعلام فكأنك تصرح بموقف لبنان كاملاً وتنسى أو تتناسى فضل دول الخليج، وتنسلخ من جلدتك العربية، أم أنك تراعي قوة حزب الله وسيطرته على القرار في لبنان، وتريد أن ترسل لهم رسالة أنك رجلهم المنشود كي تظل في منصبك أطول فترة ممكنة، أم أنك تطمح في منصب أكبر من وزير؟!

والخيار الثالث: هل أنت وزير؟!!! فعلا فالشخصية السياسية من المفترض أن تكون ملمة بموقف بلدها!! فكيف لك أن تأتي بهذه التصريحات غير المسؤولة، والسياسي ليس كالشخصية العامة التي قد يكون لها رأي خاص، خصوصاً أنه رأي بعيداً كل البعد عن الشأن اللبناني سواء أكان داخلياً أم خارجياً، أم إنك تتبنى مواقف حزب الله، وأصبح يستعملك كما يستعمل نفوذه المسموم الذي قوض اقتصاد لبنان واختطفها لصراعات ليس لها مصلحة فيها؟.

والخيار الرابع: هل أنت ذكي كي لا تدرك في قرارة نفسك أن تصريحاتك كالرصاصة، خرجت ولن تعود، وأثبتت عن تشكيك واضح في قدراتك بمصالح بلدك وأنك جانبت الصواب ولا تدرك وغير ملم بفشل كل من سعى في المصالحة في اليمن بسبب الحوثيين، وما تتعرض له المملكة العربية السعودية ومدنييها من اعتداءات حوثية شبه يومية، فعليك أن تسأل عن المساعدات التي قدمتها كل من السعودية والإمارات والدول العربية لليمن للتخفيف عنهم.

الأولى بك أن تعتذر عما بدر منك وأن تستقيل من المنصب الذي أسأت له بوجودك على رأسه نتاج تصريحات غير مدروسة، خصوصاً أن غلطة الشاطر بألف، فلا تكابر.