في الوقت الذي نحتفل هنا بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، فإن ما أسمعه من أخبار لمعدل عدد الإصابات في بعض دول أوروبا وأمريكا في ازدياد لا يبشر بخير أبداً، وأن القرارات القديمة من ناحية الإغلاق وجميع الاحترازات رجعت إلى الواجهة بعد أن كانت قد انجلت تماماً.

فلا تسمحوا أن تخدعكم دائرة «الأمان الكاذب»، الدائرة التي تسمح لأعداد الإصابات أن ترتفع بشكل غير ملحوظ إلى أن تجرنا إلى مكان غير مأمول. فالأعداد رويداً رويداً بارتفاع في مقر التجمعات.. مما دفع وزارة التربية والتعليم إلى أن تأخذ القرار الحكيم وأعلنت عن إغلاق أبواب بعض المدارس وتوجيههم إلى تطبيق الدراسة عن بُعد. لِمَ؟!

لسبب وجود أشخاص بالرغم من الأذى الجسدي الذي تعرضوا إليه وبالرغم من خسارتهم لأقرب الناس إليهم من هذا الفيروس الخفيّ، فَهم يرددون بأن «كورونا كذبة وفيروس غير حقيقي وأنه لا يتعدى عن كونه خدعة لزلزلة الاقتصاد العالمي» والأكثر من هذا كله قناعتهم الخالصة بهذا الأمر وترويجهم لمثل هذا الكلام.

أو اعتمادهم الكلي على التلقيح وأنه وحده سيكفيهم شرّه.

الوطن بحاجة إلى أن نتجرد من أنانيتنا وأن نعلن وعيّنا الخالص، كي لا تضطر الحكومة بعدها إلى إغلاق المؤسسات بالكامل وذلك بهدف الحفاظ علينا للمرة الألف. فالسؤال الثاني هنا: «ما المانع فيما لو أخذنا هذه المبادرة من تلقاء أنفسنا؟».

وكلنا نعلم أن الحياة عادت إلى طبيعتها بفضل الله عز وجل ومن ثم حرص جلالة الملك المفدى والحكومة الموقرة على صحة المواطن والمقيم على حد سواء، وجهود الفريق الوطني للتصدي لجائحة كورونا بتوجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وكافة الأفرقاء. لذا فبالبحريني حاكتبها «ما قصروا معنا أبداً ابداً أبداً لذا ألم يحن أن نرد الجميل الآن؟».

على فكرة كل المطلوب هو أن تحمي نفسك وعندها سنلاحظ أن هذا التصرف الفردي سيكون له الأثر الجماعي وبالتالي سنحمي الديرة بأكملها. فلا تتردد بأن تبدأ بنفسك، أرجوك.