المخجل في الموضوع كله، بأن الدول التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتسعى لإحقاق العدالة تثبت دائماً عبر مواقفها بأنها أكبر الداعمين لمن يمارس الإرهاب ومن ينتهك الحقوق «الأصلية» للبشر، ومثال ما يحصل في اليمن وتعاطي بعض الدول بشأن وضعية المليشيات الحوثية أكبر مثال.

يثبت التاريخ مراراً بأن كثيراً من الدول الأوروبية وهي دول «استعمارية» كانت لها سطوتها على عديد من الدول، ورسخت من خلال استعمارها لمفهوم «الاستعباد» ونقل مواطني تلك الدول إلى أراضيها الأوروبية ليعملوا كخدم تحت مسمى «العبيد»، واليوم نفس هذه الدول تتحدث عن حقوق الإنسان التي قضت عقوداً طويلة من الزمن تنتهكها. هذا كمثال واحد، يمكن أن يحرج تلك الدول المستهدفة دائماً لدولنا العربية والإسلامية، دولنا التي تسير على نهج الإسلام ورسوله وأنهت العبودية وانتهاك حقوق البشر والتفرقة بينهم منذ أن حرر رسولنا الكريم من كانوا يسمونهم بـ«العبيد» بل وأوصل مكانتهم لتكون متساوية معه هو.

ما حصل في مجلس حقوق الإنسان من تصويت لإنهاء تحقيق يقوم به فريق «متحيز» و«متغاضي» عن جرائم الحوثيين، لهو انتصار للحقيقة المغيبة هناك، وقاد الانتصار ضد الاقتراح الهولندي بكل فخر مملكة البحرين وتعاضدت معها روسيا ودول أخرى، بينما المستاؤون كانوا من الدول التي تتبنى بسرعة «التقارير المغلوطة» و«المعلومات الخاطئة» التي كان يقدمها الفريق، فقط بهدف استهداف قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

للمرة المليون نقولها تخيلوا لو أن الحوثيين ابتلعوا اليمن كيف سيكون المشهد؟! سيكون بكل بساطة يمثل دولة منسلخة عن عروبتها، موالية لإيران، وتعمل لتحقيق أجندة تستهدف أمن الخليج العربي ومحاربة دوله على رأسها السعودية باعتبارها العمق الاستراتيجي للمنطقة ودولها.

الفرق التي كانت ترسل لتقصي الحقائق كانت تتعامل مع الحوثيين وكأنهم هم السلطة الشرعية، وباتت تركز على تداعيات المعارك من ناحية واحدة هدفها استهداف السعودية والدول الحليفة، هذه الدول التي لو تركت اليمن لرأيتم مجازر بشرية وانتهاكات بشعة لحقوق الإنسان ينفذها الحوثيون، في المقابل هذه الفرق تنقل أقل القليل مما يفعله الحوثيون، تغض الطرف عن طرق الإمداد العسكري التي تصل لهذه المليشيا، بل ذكرونا كم مرة وثقت هذه الفرق عمليات القصف الصاروخي والاستهداف بالطائرات المسيرة التي تقوم بها قوات الحوثي مستهدفة السعودية.

للعلم، استهداف أراضي الشقيقة الكبرى السعودية من قبل الحوثيين يتم بشكل يومي، ولولا حفظ الله ورعايته وثم الدرع الصاروخي القوي الذي تمتلكه السعودية لرأيتم كوارث بشرية مهولة لا سمح الله، بل لوصل هذا الاستهداف حتى البحرين والإمارات، يكفي أن ميليشيات الحوثي استهدفت مراراً مكة المكة المكرمة في استفزاز لمشاعر المسلمين بشأن قبلتهم.

هذا انتصار للعدالة والحقيقة ساهمت البحرين بشكل قوي فيه، وتعاضدت فيه مع شقيقاتها السعودية والإمارات واليمن بحكومته الشرعية وشعبه الذي يريد الخلاص من جحيم الحوثيين، بالإضافة لكل جهد تبذله الدول التي تتحرى الحقيقة وتحرص على تحقيق أمن الشعب اليمني، وليس تلك الدول التي تريد حتى من خلال معاناة ومأساة شعب أن تصفي حسابات وأحقاد دفينة تجاه بلداننا من واقع بغض وكراهية وحسد، ورغبة في تفكيك أي صورة من صور الوحدة والتضامن الخليجي العربي الإسلامي.

لا تسمى إطلاقاً «حقوق إنسان» تلك التي تساوي بين الضحية والجلاد، فما بالكم بمن يستغلون مسمى حقوق الإنسان لتغليب كفة إرهابيين ومجرمين وخائني أوطان.