دعوة وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الدول العربية إلى «مد يد العون والدعم الإنساني لمساعدة الشعب الأفغاني على تجاوز الظروف الصعبة التي يعانيها والعمل على تحقيق السلام والاستقرار وضمان أمن المواطنين الأفغان ، والإسراع في تشكيل حكومة وطنية تمثل كافة أطياف وفئات المجتمع الأفغاني وتلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية» دعوة لو وضعتها الدول العربية ضمن أولوياتها لوفرت على نفسها كثيراً من الآلام، أما دعوته إلى «العمل على ألا تتحول أفغانستان إلى مركز لإيواء التنظيمات الإرهابية التي لا تزال نشطة في بعض الدول كداعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات» فنتيجتها الفورية تحقق السلام والاستقرار اللذين من شأنهما أن يؤديا إلى تحقيق الازدهار الذي هو حلم الجميع.

لكن هذه الدعوة التي تضمنتها كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري والذي عقد قبل أيام في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة ومثيلاتها من الدعوات لا تتحقق على أرض الواقع بمجرد التعبير عن تقديرها والثناء عليها وإصدار البيانات المؤيدة لها؛ فهذه تحتاج إلى قرارات وعزم وإصرار على التنفيذ وإلا ضاعت بين الدعوات الكثيرة التي سبق أن أفرحت ثم ضاعت.

التطورات الدراماتيكية في أفغانستان أغرت كثيراً من الدول والتنظيمات الإرهابية ليصير لها تواجد فيها يتيح لها ضمان جزء من الكعكة الأفغانية ويوفر لها الأرضية التي تعينها على ممارسة الشر الذي يحتويها. ولأن هذا واضح ويزداد وضوحاً يوماً إثر يوم لذا فإن على الدول العربية بل دول العالم كلها أن تتمعن جيداً في كلمة الوزير الزياني وأن تلتفت إلى الأمثلة التي وفرها عن أحوال البلاد العربية في ظل تمكن الإرهاب ليتخذوا القرارات الموجبة في هذا الشأن، ويكفي تدارس قوله: «بعض الدول الشقيقة ابتليت بوجود مليشياوي مسلح يتلقى دعماً إقليمياً متواصلاً، وهو ينتهك القوانين الوطنية لهذه الدول ويهدد أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية، ويعطل مسيرتها التنموية ونموها وازدهارها».