وصلتني من صديق رسالة جاء فيها أنه تابع ندوة سياسية شدد المنتدون خلالها على أن «إيران هي الخاسر في المحصلة النهائية من الذي جرى ولا يزال يجري في أفغانستان، ذلك أن عليها أن تتوقع تدفق اللاجئين الأفغان إليها، وأن تعمل على محاربة تجارة المخدرات، وتتعايش مع نظام ديني متطرف على حدودها» ولفتوا إلى أن هذا «الواجب» كانت أمريكا هي التي تقوم به وأنه صار على إيران اليوم أن تخصص من إمكاناتها الكثير لمواجهة تحدي أفغانستان وأن هذا سيكون بالضرورة على حساب أمور أخرى عبروا عنها بقولهم «إن التواجد الأمريكي في أفغانستان سمح لإيران ضخ أموال في سوريا التي ليس بينهما حدود مشتركة»، وفي هذه العبارة ما يكفي لينتبه النظام الإيراني إلى أنه صار أمام صعوبات جديدة ومأزق كبير.

لهذا يسهل القول بأن استمرار النظام الإيراني في دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية وممارسة الأعمال العدائية العسكرية ضد دول المنطقة واستهدافها المتكرر لمطار أبها الدولي، وكذلك دعمه للميليشيات الأخرى في لبنان وسوريا والعراق من شأنه أن يدخله في متاهة لا يمكنه الخروج منها، تؤدي بالضرورة إلى قيام انتفاضة شعبية عارمة ضده تجبره على التوقف عن دعم تلك الميليشيات وإلغاء المواد السالبة من الدستور الإيراني والتي يستند عليها في دعمه لها ولكل جماعة متطرفة تقرر العمل ضد حكومة بلادها.

استمرار النظام الإيراني في دعم الميليشيات الإرهابية والتدخل في شؤون الدول الأخرى لم يعد سهلاً بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان، والغالب أنه لن يتمكن بعد قليل من القيام بكل ذلك، فالأموال الكثيرة التي ظل يرسلها إلى تلك الميليشيات سيحتاجها لوقف تدفق اللاجئين الأفغان إلى إيران أو لاستيعابهم، وسيحتاجها لمحاربة تجارة المخدرات التي يمكن أن تزيد طينه بلة، وسيحتاجها للتعامل مع نظام متطرف قادر على زعزعة الداخل الإيراني بسهولة.

انسحاب أمريكا من أفغانستان بمثابة عقوبات أمريكية جديدة ضد النظام الإيراني.