الشباب هذه القوّة الناعمة التي تملك الطموح الكبير والواسع، والهمّة العالية للبناء والتطوّرتطرح قضايا كثيرة من أهمها أن يكونوا هم العامل الأساس في بناء بلدهم وأُمّتهم كُتِب الكثير عن شريحة الشباب، ودورها الحاسم والحيوي، في تطوّر الأُمم ومواكبة العصر ومزاياه، ولم يُشبع هذا المجال، ذلك لأنّ الشباب هم نسغ الحياة الحيّ، والمتحرّك بقوّة، وقد أكّد العلماء والمختصون، أنّ حيوية الأُمم ترتبط على نحو حاسم، بحيوية ودور هذه الشريحة، ومدى قدرتها، على تحريك المفاصل المتنوّعة، لحياة الأُمم، في المجالات العملية والعلمية معاً.

تقاس الدول المتحضرة بمدى اهتمامها بالشباب، فهم ثروة الوطن ومساهمتهم كبيرة في رقي مجتمعاتهم وتطوّرها، والشاب المبدع هو الذي لديه القدرة على النظر للأُمور بطريقة مختلفة، ورؤية مغايرة، من أجل البحث عن حل للمشكلات بطريقة مبتكرة وجديدة، منطلقاً من مكوّنات الإبداع وهي العمل الإبداعي، والعملية الإبداعية، والموقف الإبداعي، بمعنى التعامل مع الأشياء المعتاد عليها بطريقة غير عادية، والمجتمع هو ما يعزّز هذا الإبداع ويستفيد منه. والشباب المبدع الرائد في أعماله وابتكاراته في مختلف المجالات الإبداعية، سواء كانت علمية، ثقافية، اقتصادية، اجتماعية، رياضية، يحتاج إلى مَن يحتضن ويهتم بإبداعه أياً كان.

لا يكفي أن نرفع الشعارات ونقدم التهاني إنما لابد من أن يقترن القول بالفعل دعوا الشباب يأخذ مكانته ودوره ويشارك في بناء مستقبله فهم الذين في يوم ما يكونون من يحملون راية الوطن من ذكور وإناث فالجيل السابق نستفيد من خبرتهم في الحياة وهكذا نحقق للجميع المشاركة ولا نقصي فئة على حساب الفئة الأخرى لأن الوطن للجميع للكبار والصغار والرجال والنساء.

سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظة الله أعطى نموذجاً للشباب وكيف يكون باستطاعة كل شاب أن يرتقي بنفسه ويحقق الإنجازات في كل المجالات فهو قاد شباب البحرين للنجاح في معظم المجالات الرياضية حيث حققت البحرين حلمها الرياضي بالفوز ببطولة الخليج لأول مرة وفي سباقات الخيل والفروسية وحقق النجاح في العمل الاجتماعي الخيري عندما قاد وبنجاح المؤسسة الملكية الخيرية لرعاية الأيتام والأرامل وغيرها من المجالات وأعطى دفعة معنوية لشباب البحرين كلّ الأُمم والشعوب تتطلّع باستمرار إلى تجديد شبابها وحيويتها، حتى يتسنى لها الوصول إلى غاياتها والحفاظ على منجزاتها ومكاسبها. وتتعدّد وتتنوّع وسائل وأساليب تجديد شباب الأُمم والمجتمعات باختلاف الظروف والأحوال، إلّا أنّ جميع الأُمم والشعوب - بصرف النظر عن ظروفها وأحوالها - تعتقد أنّ إحدى الوسائل المهمّة لإنجاز وتحقيق هذه الغاية النبيلة هي الاهتمام النوعي والمؤسسي بجيلها الشاب. فهو إحدى الوسائل الحيوية لمشروع تجديد شباب المجتمع، كما أنّه إحدى الغايات النبيلة لأي مجتمع؛ حيث تعمل جميع المجتمعات من أجل بناء المؤسسات والقيام بالخطوات الضرورية للاهتمام بالجيل الشاب.. ونحن كمجتمع لا نشذ عن هذا السياق، ونعتقد أنّنا باستمرار بحاجة ماسة إلى الالتفات إلى المشروعات الوطنية الخاصّة بهذه الفئة المهمّة والحيوية من مجتمعنا.

لا يكفي اليوم أن نفتخر أنّ أكثر من نصف مجتمعنا من الشباب، وإنّما الفخر الحقيقي هو حينما نبني المؤسسات، ونطوّر من عمليات الاستيعاب والاهتمام، بهذه الشريحة المهمّة من مجتمعنا.. فشباب الوطن اليوم، هم مستقبله القادم. وإذا أردنا القبض على مستقبلنا، فطريق ذلك هو الاهتمام بشبابنا.