من القيم الجميلة التي تتمسك بها المجتمعات التكافل والتراحم، ولعل هذه القيمة هي قيمة أصيلة في المجتمع البحريني تشهد لها ظواهر اجتماعية عديدة سائدة في مجتمعنا العربي الإسلامي الأصيل، وفي البيئة التي نعيش فيها وحتى في تعامل البحرينيين مع المقيمين والزوار.

ومن المشاهد الجميلة التي تعبر عن هذا التكافل الاجتماعي وضع أجهزة تبريد المياه في جميع الشوارع والأحياء والمرافق العامة، والتي توفر الماء البارد للمارة، فيضعها البعض في جدران منازلهم، والبعض يضعها في جدران المساجد، وآخرون يضعونها في الأماكن العامة كالحدائق والأسواق، وتلك البرادات التي يتبرع بها المحسنون لتروي العطشى من المارة والعمال الذين يعملون تحت حرارة الشمس، حتى الطيور الحيوانات، وهذا النوع من التبرع يعتبر تبرعاً طويل الأمد، فلا يكتفى بتوزيع قناني المياه بل توفر الماء طيلة العام.

وبطبيعة الحال فإن المتبرع عندما يضع هذه البرادات، يحدد المعنيين بصيانتها ومتابعة تشغيلها للتحقق من صلاحية البراد وتوفير المياه الباردة للشرب طيلة العام، وتختلف الجهات التي يحددها المتبرع لصيانة ومتابعة تشغيل البراد، فالبعض يعتمد على القائمين على المساجد والذين يقبلون التطوع لمتابعة تشغيل البراد، والبعض يحرص على متابعته بنفسه، والبعض الآخر يتفق مع إحدى المؤسسات التطوعية لصيانته، والبعض لا يحدد أي طرف للمتابعة والتشغيل.

وهذا النوع من التعاون في توفير الخدمة بين المتبرع والمتطوعين لهو تعاون مثمر يضمن توفير مثل هذه الخدمة المهمة للناس، إلا أنه من الملاحظ أن بعض هذه البرادات يهمل المتبرعون متابعة تشغيلها وصيانتها، وبالتالي لا يتم إصلاح الخلل فيها، فلا تعمل ولا يستفيد منها الناس، وفي الوقت نفسه تتحول إلى قطعة مهملة يعيث فيها الصدأ وتشوه المنطقة، أو يتعرض لخلل فيسبب تسريب الماء إلى الشارع ما يزعج المارة.

لذا نتمنى الالتزام بوضع اسم الشخص المسؤول عن صيانة كل براد ورقم الاتصال به ليتمكن الناس من إبلاغه في حالة وقوع أي خلل في البراد، كما نتمنى من القائمين على صيانتها الحرص والمتابعة لضمان تقديم الخدمة على أكمل وجه، فلا تضيع أموال المحسنين هباءً، وأخيراً لا نملك إلا كلمات الشكر لكل من قام بهذا العمل الخير لخدمة الناس.. ودمتم أبناء قومي سالمين.