استذكرت بحزن كبير، ومعي عدد من المتابعين، صور الحادثة الأليمة التي وقعت نهاية فبراير الماضي ونشرتها الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أقدم أحد الأشخاص بسكب مادة حارقة على وجه زوجته، مما تسبب لها بعاهة مستديمة قدرت بـ 15%.

الحادثة عادت إلى الواجهة مرة ثانية بعد صدور قرار المحكمة بحبس المتهم لمدة سنتين، والذي أنكر الاتهام مدعياً أنه أثناء المشاجرة سقط كأس يحمل المادة الحارقة عليه وعلى المجني عليها.

لست هنا لمناقشة حيثيات الحكم ومجريات القضية، والتي قد تحمل كثيراً من التفاصيل لم أطلع عليها، وأيضاً لثقتي بالقضاء البحريني ورجاله وما يتمتعون به من نزاهة، وحرص المحكمة على تنفيذ القانون حسب المعطيات والأدلة المتوفرة.

طرحي لهذا الموضوع يتعلق بالدرجة الأولى بالمجني عليها، والتي أظهرت الصور تعرضها لإصابات وتشوهات في منطقة الوجه تحديداً، والتي أشارت في تصريح إعلامي إلى «حاجتها لمزيد من الدعم المادي والنفسي... حيث لا تستطيع الخروج من المنزل بسبب الحروق والإرهاق النفسي والجسدي الذي أصابها».

اليوم؛ وبعد ستة أشهر على وقوع الحادثة / الجريمة، لا بد لي أن أطرح مجموعة من الأسئلة وأتركها برسم الإجابة؛ ماذا قدمت الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، خصوصاً المعنية بشؤون المرأة، للضحية من دعم ومساندة، مادية ومعنوية ونفسية، حتى تستعيد حياتها وتكمل مسيرتها في تربية أبنائها؟! وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها على المستوى المجتمعي لمنع تكرار مثل هذه الجرائم؟! وكيف نضمن أن لا يكرر مجرمون آخرون ذات الجريمة ضد زوجات وأطفال إذا أمنوا العقاب؟!

مربط الفرس؛ قضايا العنف الأسري لا تنتهي بإصدار الأحكام القضائية، بل تمتد إلى معالجة تداعيات هذا العنف، والقضاء على أسبابه بكل الوسائل المتاحة، لنكون مجتمعاً آمناً من وجود مثل هؤلاء المختلين بيننا.

إضاءة..

كم كان مبعث فخري واعتزازي كبيراً بهذا الوطن وأبنائه بعد إعلان الفريق الوطني الطبي الانتهاء من تطعيم ما نسبته 80% من البالغين من العمر 40 عاماً فما فوق بالجرعة المنشطة ممن تنطبق عليهم الشروط.

فما حققته البحرين من نجاح للوصول إلى هذه النسبة يؤكد ما يتميز به أبناء المجتمع من وعي ومسؤولية وطنية تجاه وطنهم وأنفسهم والمجتمع، إلى جانب تأكيد الطريق الصحيح الذي تسير عليه البحرين في التعامل مع الجائحة، بكل مؤسساتها الرسمية والأهلية، والتي يقودها بكل حنكة واقتدار صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وفريق البحرين.

فكل الشكر والتقدير والمحبة لإخواننا وأخواتنا العاملين في الصفوف الأمامية من الكوادر الطبية والتمريضية والجهات المساندة، على ما بذلوه ولا زالوا، من جهود لحماية البحرين وأهلها والمقيمين على أرضها.