تحت أشعة الشمس الحارقة ودرجة حرارة محسوسة تتجاوز 51 درجة مئوية مع نسبة رطوبة تتجاوز 50% مازال بعض الخطباء يصر على إطالة خطبته متناسياً وجود كل أولئك المصلين في الخارج، ومع تعليمات الفريق الوطني لمحاربة فيروس كورونا الخاصة بالمساجد فإن المصلين في خارج المسجد أكثر من أولئك الذين بالداخل.

وبالرغم من توجيه الخطباء باختصار صلاة الجمعة بما لا يتجاوز 15 دقيقة فإن البعض منهم يتلو خطبته التي تتجاوز عشرين دقيقة ومن بعدها يطيل في الصلاة ويقرأ الغاشية والأعلى وهو تحت نعيم المكيف في محرابه بينما يقطر المصلون عرقاً في الخارج، وربما يسقط أحدهم مغشياً عليه مصاباً بضربة شمس!!

يفقد بعض الخطباء -للأسف- الإحساس بالواقع خلال صعودهم المنبر، فلا يرى إلا من هم أمامه، وذلك لأنه لم يشعر يوماً بشعور المصلي في الخارج الذي تمر عليه الدقيقة كساعة في جو البحرين الخانق والقاتل في فترة الصيف، كان لا بد من تحديد هؤلاء الخطباء واستدعاؤهم إلى مركز الفاتح الإسلامي عندما كانت صلاة الجمعة تقتصر عليهم وفرش سجاداتهم في فناء المسجد الخارجي ليشعروا بذلك الشعور الذي يشعر به كل مصل خارج المسجد بعدما يعود وقد التصق ثوبه بظهره من شدة الحرارة والرطوبة والتعرق!!

وأستغرب من الذين يهاجمون كل من يطرح موضوع المصلين بالخارج، فتجدهم في التعليقات يجمعون على وجهة نظر غريبة وهي «محد قاله يتأخر» سواء الآن في الظروف التي نعيشها أو في أيامنا العادية التي أسأل الله إن يعيدها لنا إذا كان المسجد يسع 200 مصلٍّ ومرتادو المسجد 300 مصلِ مازال هناك 100مصلٍّ سيكونون في الخارج ولو بكروا جميعهم للصلاة من الساعة الـ10 صباحاً!!

هي رسالة إلى كل من يطيل، تذكر دائماً أن جودة الخطبة ليست في الإطالة، وإنما بعمق المعنى ورقة المفردات ولطف الإلقاء وكما قيل «خير الكلام ما قل ودل».