بدأت التحضيرات للانتخابات القادمة، وبدأنا نستشعر ارتفاع بعض الأصوات التي تنوي خوض غمار الانتخابات، وبدأ كل فريق يرسم الخرائط الانتخابية ويقوم بمراجعة الدوائر الانتخابية والناخبين وغيرها من الأمور.

وبالطبع فإن من ضمن الأمور الواضحة للعيان في هذا الشأن هو ارتفاع أصوات بعض النواب الحاليين الذين يرغبون في إعادة تكرار ترشحهم، فنراهم أكثر نشاطاً من أي وقت مضى، كطالب المدرسة الذي يجتهد فقط قبل الامتحان النهائي وينام طيلة العام الدراسي، أو كمثل الموظف المتقاعس الذي يرتفع أداؤه قبل تقييم نهاية العام.

نواب شمروا عن سواعدهم، وارتفعت أصواتهم مطالبين بمزيد من الدعم للمواطنين، ونواب باتوا يدارون ويتوددون لكتلهم الانتخابية ففتحوا أبواب بيوتهم ومكاتبهم التي أغبرت من عدم استخدامها تحت ذريعة تفشي وباء "كورونا"، بل تعدى الموضوع البيوت والمكاتب حتى وصل لدعوات على غداء وعشاء، وبات بعضهم يجول الشوارع والطرقات سائلاً المواطنين عن احتياجاتهم، بل ويقدمون الخدمات، وأضع هنا ألف خط تحت كلمة "خدمات"، وبعد ذلك يتباكون إذا ما قيل لهم "نواب الخدمات"، وارتفعت أصوات بعضهم مطالبين بعض الوزارات الخدمية بمراجعة تكلفة بعض الخدمات، وهم من أشرفوا وتابعوا ومرروا ووافقوا على زيادة التكلفة!!

وفي جهة أخرى، أفراد يعملون بجد ويسنون سيوفهم، ويصوغون أجندتهم من أجل التأثير على الشارع البحريني، وبدؤوا برسم صورة ذهنية جديدة لهم لمحاولة إقناع الكتلة الانتخابية بأنهم الأفضل في الدفاع عن حقوقهم وأنهم التائبون العائدون لطلب المغفرة من تراب الوطن الذي دنسوه يوماً.

وهناك أشخاص يجسون النبض، ويتابعون الوضع بحكمة وروية، من أجل معرفة أين ترسو السفن، ومن ثم سيأخذون قرارهم في خوض الانتخابات. وهناك آخرون، لديهم النية والعزم، ولكنهم متخبطون يجهلون فنون السباحة في يمّ الانتخابات.

رأيي المتواضع

ستعلو الأصوات أكثر وأكثر، وستكون منافسة حامية، وسنشهد في القريب العاجل جميع أنواع الدعاية الانتخابية، التي آمل أن تكون دعاية انتخابية "نظيفة"، سنتفرج وسنسمع قصص التشهير، وسنتكئ ونرى قصصاً يملؤها الكذب والتلفيق، وسنسترق السمع وننصت إلى من ينتقد بشراسة ضارية، ويفجر ملفات ساخنة..

كل هذا طبيعي، ولكن في رأيي المتواضع أتمنى أن يعي كل هؤلاء أنه من خلال التجارب الانتخابية السابقة تغير الناخب البحريني، لن أقول إنه أصبح واعياً، بل سأكتفي بقول إنه "تغير" وباتت لا تغريه قصص الأكشن التي لا تجلب له إلا متعة مؤقتة، وبات أكثر وعياً بأنه يريد نتيجة.. فالمرشح الأحق بالصوت هو من سيحصد لنا نتائج تشريعية تحسن من جودة حياتنا، أما الجعجعة دون طحين فأصبحت لا تغرينا، ولا تلهينا عن الدور الفعلي للنائب.