جرب متابعة تلك الفضائيات التي يخدم بها النظام الإيراني أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ويتناولون البحرين يومياً بالسوء فترةً من الزمن ثم انقطع عن متابعتها، ثم عد إلى متابعتها بعد شهور وانقطع عنها ثم عد إليها من جديد، ستجد أن الذين تتم استضافتهم في كل مرة لا يتغيرون؛ الوجوه نفسها والمنطق نفسه وستجدهم في كل حين كما رأيتهم أول مرة. وستجد بالطبع النتيجة نفسها، ذلك أن ما يقومون به لا يؤدي إلا إلى الفشل وزيادة الفجوة بينهم وبين الحكومة، وبينهم وبين الذين يرفعون شعارات الدفاع عنهم ويريدون «تحريرهم»!

تلك الفضائيات حصلت على تطمينات كثيرة يوم تقلد إبراهيم رئيسي مقاليد الحكم في إيران وكان مثالها «تقليط الوفاق» والحرص على إظهار ممثلها في الصورة وهو جالس خلف الرئيس الجديد مباشرة مستدفئا بممثلي «حماس» و«حزب الله».

ولهذا وجهان: الأول هو أن النظام الإيراني مصرّ على الاستمرار في دعمه للجماعات المتطرفة والمتطرفين بكل فئاتهم، والثاني هو أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» مصرون على الاستمرار في نهجهم رغم تناقص أعداد المخدوعين بهم يومياً، ورغم أنهم صاروا يدركون أن الذي يقومون به لا يمكن أن يوصل إلى غير الفشل.

نسفاً لكل ذلك الذي يقولونه عبر تلك الفضائيات قال وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني خلال زيارته لجمهورية ألمانيا الاتحادية: «إن البحرين حققت تقدماً محرزاً في إعداد الخطة الوطنية لحقوق الإنسان الرائدة في المنطقة، وإن المملكة وقعت إعلان النوايا مع الأمم المتحدة للتعاون في صياغة الخطة» وشدد على أن «المملكة ليس لديها ما تخفيه في مجال حقوق الإنسان. وأننا عازمون على الالتزام بأعلى معايير الشفافية كونها أفضل طريقة لمواجهة الادعاءات الكاذبة الموجهة ضد المملكة».

وهذا يعني أن أولئك يقتربون من لحظة تلقيهم الضربة القاضية؛ ففي هكذا أحوال لن يجدوا ما يتاجرون به ويمررونه على العامة والعالم.