لأنها ليست المرة الأولى التي يتبين فيها للشعب القطري أنه دون القيمة التي ظل يتصورها لدى النظام الحاكم في بلاده، ولأنه شعر هذه المرة بأن النظام يتعمد إهانته ويريد التفريق بين أبناء الشعب الواحد، ولأنه تبين له بالدليل القاطع أن الديمقراطية التي يسعى إليها هذا النظام ليست إلا لعبة يضحك بها عليه وعلى العالم وأن الغاية منها القول بأنه لا يدعو إلى «زرع» الديمقراطية في الدول التي يتدخل فيها فقط وإنما يريد أن يزرعها في قطر أيضا. لأن هذا الشعب الذي تبين له من قبل أن خلافات النظام القطري مع جيرانه سببها مواقف شخصية وسوء تقدير من بعض المتنفذين وليس كما ادعى وقال إن الدول الأربع التي اتخذت قراراً بمقاطعته كانت تريد إبادة قطر ونهب ثرواتها. لأن كل هذه الحقائق صارت واضحة قرر هذا الشعب الانتفاضة واتخذ قرار الوقوف ضد كل هذا الذي يحدث في وطنه.

لأن الشعب القطري أدرك اللعبة وتبين له أن النظام الحاكم في بلاده يريد مجلس شورى على مقاسه ليقول إنه نظام ديمقراطي، ولأن الشعب القطري من الذكاء بحيث لا يمكن لمثل هذه اللعبة أن تنطلي عليه ويعرف أنها ستؤدي إلى شقه إلى نصفين أو أكثر، ولأنه يرفض الوصول إلى مرحلة لا يجد فيها غير القول بأنه أكل يوم أكل بعضه. لأن هذا الشعب واع لكل هذا الذي يدور في بلاده وقادر على التحليل والربط أعلن عن رفضه للتمييز وحرمان جزء منه من ممارسة حقوقه، وعمد إلى فضح خطط النظام وقناة «الجزيرة» التي قال عنها إنها تعتبر كل أمر تافه يحدث في أي مكان في العالم خبراً مهماً وتكسبه صفة «عاجل» بينما لا تبث خبراً واحداً عن الذي يتعرض له الشعب القطري من ظلم وإهانة بل وتمارس الكذب علانية فتتهمه بحمل السلاح.

ما يحدث في الدوحة هو بداية زوال نظام آذى أهلنا في قطر.