المواقف هي الفيصل في بعض العلاقات، هي المنخل الذي يغربل الأشخاص من هو الخارج من منظومتك ومن يستمر معك إلى نهاية المشوار، المواقف هي حد السيف تحدد من معك ومن ضدك ومن يتفرج عليك في الشدائد؛ فالمواقف كفيلة أن تحدد المعدن الأصيل و«الحصى» ذات البريق المزيف، المواقف تحدد قيمتك متى تستمر ومتى تقف ومتى تنهي علاقة ليكون من خذلك هامشاً لا يذكر في مسيرتك.
لبرهة تظن أن هذه المواقف والشدائد أفسدت العلاقات وإنما في الحقيقة هي عرت الأشخاص ووضعتهم في المربع الصحيح، حيث ينتمون إليه وكشفت مقدار زيفهم أمامك، فالانسيابية أحياناً محنة تخفي كل قبيح وستار يخبئ كثيراً من الأخلاقيات والسلوكات التي لا تتماشى مع قناعاتك التي تؤمن بها ومبادئك الجميلة؛ فالمواقف تكشف مقدار المصلحة، هي نقطة تنهي جملة لتبدأ جملة أخرى، وهي أيضاً بنية في تشكيل الحرف والكلمات التي قد تتبعثر معانيها إن لم تحدد شكلها قد تكون ساكنة أم مكسورة فالتباين واضح؛ لذا وجد ليحدد الفارق والمعاني عند كل حركة وشكل.
العلاقات تكشفها المواقف والشدائد وكثير من المصلحة، علاقات في إطار الصداقة أو علاقة عاطفة أو علاقات الأزواج مع بعضهم أو علاقات الزمالة في العمل وأحياناً تكون مع علاقات الأخوة في الأسرة الواحدة، فمادام الشخص ليس بمعزل عن الناس فهناك علاقات تربطه مع الآخرين قد تكون علاقة قوية أو بسيطة تجمع الآخرين في حيز العلاقات وعلى مقدار علاقتك تكون الفرحة أو الفاجعة ومقدار المصيبة والألم لكل من خذلك، قد تطول معاناتك وقد تمر مرور الكرام، شخصيتك من تحدد قوتك وحزمك عند المكاشفة في المواقف التي تسقط عندها الأقنعة واعلم جيداً أنك لم تخسرهم وإنما المواقف تغربلهم.
* كلمة من القلب:
المواقف والشدائد تنقلك من حالة إلى أخرى، وغالباً ما تكون على المستوى الشخصي أما على المستوى الدولي فهي علاقات كثيراً ما تكون علاقات مصلحة إلا ما رحم ربي فهناك دول تقف معك في مواقف بطولية يكتبها التاريخ لتزداد هذه العلاقات عمقاً وارتباطاً، وهناك أيضاً مواقف تكتبها أنت للتاريخ عن خيبات دول وعن تواطؤ دول وأخلاقيات لا إنسانية لبعض الأنظمة لا تحددها المصالح الدولية فقط وإنما هو غرس شائك وطفيليات تعيش من خيراتك ولغم يهمش كيانك، هي المواقف وهي الشدائد تدور في مدار بعض الدول التي تقدم المصلحة فوق كل علاقة وتكون الشعوب كبش فداء.