لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يتعرض منتخبنا الوطني لهذه الخسارة الثلاثية الثقيلة أمام نظيره الإيراني، ولم يكن يدور بخلد أحد أن يظهر منتخبنا بهذا الأداء المتواضع بل كانت مساحة التفاؤل لدى الجميع كبيرة بعد الأداء المتصاعد للمنتخب في مبارياته الودية التحضيرية وبعد الفوز العريض على المنتخب الكمبودي وفي ظل الدعم المعنوي الكبير الذي يحظى به المنتخب من أعلى سلطة رياضية إلى أصغر مشجع كروي، لذلك كان وقع الخسارة صاعقا ومؤلما لنا جميعا لأنها أبعدتنا عن مواصلة مشوارنا المونديالي الذي ما نزال نحلم بتحقيقه.

مثلما أشدنا في سابق المرات بالمدرب «هليو سوزا» وما لعبه من دور بارز في إنجازي غرب آسيا و «خليجي 24» فإننا اليوم نحمله الجزء الأكبر من مسؤولية هذه الخسارة لأنه لم يوفق في قراءة المنتخب الإيراني ولم يوفق في اختيار التشكيلة التي بدأ بها المباراة وبالأخص خطي الظهر والوسط وهما العمودان الفقريان للفريق، بل حتى تبديلاته جاءت متأخرة جداً وبعضها لم يكن مجدياً وفق مجريات المباراة!

هذه الأخطاء الفنية والتكتيكية تقع تحت قاعدة «غلطة الشاطر» ومثل هذه «الغلطة» غالباً ما تكون نتائجها سلبية ومؤثرة – كما هو حال خسارتنا أمام إيران وابتعادنا عن التأهل المباشر إلى التصفيات النهائية للمونديال!

منتخبنا بدأ المباراة مندفعا ومتحمساً في ظل ما سبق اللقاء من شحن معنوي فاستهلك الكثير من جهده البدني من دون أي فاعلية على المرمى الإيراني، وفي المقابل كان الفريق الإيراني أكثر هدوءا وكان الأكثر فاعلية في هجماته المرتدة وكنا نتوقع أن يتدخل « سوزا» مبكرا لإصلاح الخلل في «الظهر» و«الوسط» غير أن تدخله جاء متأخرا جدا بعد أن تعرض مرمانا إلى هدفين يتحملهما «العمق الدفاعي»!

سيناريو مباراتنا أمام المنتخب الايراني ليست بغريبة عن سيناريوهات مباريات كرة القدم والأخطاء التي وقع فيها

«سوزا» ليست بغريبة عن عالم المدربين ولذلك فإن خسارتنا «المؤلمة» لن تشكل لنا نهاية العالم، بل مازلنا على ثقة في قدرات هذا الجهاز الفني بقيادة «سوزا» وقدرته على استدراك مثل هذه الهفوات الفنية وما زلنا أيضا على ثقة كبيرة في قدرات لاعبينا لمواصلة ظهورهم المتميز في ما تبقى من هذه التصفيات وفي ما هو قادم من استحقاقات عربية وقارية، ولرب ضارة نافعة.