«طالما أن النظام قائم على مبدأ ولاية الفقيه فإن أي منصب يفتقر إلى الشرعية الشعبية، نظرًا لأن الولي الفقيه من حيث المبدأ لا يستمد شرعيته من الشعب، بل من الغيب، فضلاً عن أن المناصب الأخرى أيضا دمية في يد الولي الفقيه ولم يخترها الشعب».

هذا ما تقوله المعارضة الإيرانية عن الحال في إيران، وهذا ما يعرفه الشعب الإيراني جيدا لأنه يعيشه منذ أربعين سنة ويعاني منه. بناء عليه فإن أحدا في إيران لا يشك في أن عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد في 18 يونيو الجاري ليس إلا تمثيلية المراد منها تحسين صورة النظام، ذلك أن ما يريده الولي الفقيه هو الذي سيتحقق في كل الأحوال، ومن يريده هو الذي سيتبوأ هذا المنصب ناقص القيمة كون الأمور كبيرها وصغيرها تظل في يده.

لكن ما يفرح الشعب الإيراني هو أن النظام يواجه هذه الأيام ثلاث مشكلات يمكن أن تؤثر في عملية الإقبال على انتخابات الرئاسة وقد تفشلها، الأولى هي النشاط الواسع الذي تمارسه المعارضة الإيرانية في الخارج والداخل منذ حين لمقاطعة الانتخابات، والثانية هي الحوادث المتتالية التي يعتقد البعض أن إسرائيل هي التي تقوم بها انتقاما من النظام بسبب إعلانه دعم «حماس» في الحرب الأخيرة وتفاخره بذلك ومثاله غرق أكبر سفينة دعم لوجستي إيرانية في الخليج واشتعال الحرائق في العديد من الأماكن ومنها مصفاة نفط بطهران وتضررها بشكل كبير، والثالثة هي احتمال فشل المفاوضات الجارية في جنيف بسبب العاملين السابقين ولصعوبة ثقة الأمريكان في هذا النظام الذي لا يمكن الوثوق به وإن بصم بأصابعه العشرة، حيث المتوقع ألا تقدم الولايات المتحدة على عقد أي اتفاق مع نظام تعرف جيدا أنه لن يتردد في توظيف أمواله المجمدة فور الإفراج عنها في دعم الإرهاب بغية الاستمرار في السيطرة على القرار في العديد من الدول العربية واستعادة الإمبراطورية الفارسية.