الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء هم الضحية لكل ما جرى في غزة فهم الذين أبادتهم القذائف الإسرائيلية والطائرات التي ترمي عليهم القنابل وجماجمهم هي التي أقامت عليها حركتا حماس والجهاد «أعلام النصر»، والكل يعرف أن المسجد الأقصى هو قضية إسلامية بيد أن البعض يتبناها لتبرير التدخل في القضية الفلسطينية ويتخذ الأقصى كقميص عثمان لتبرير نواياه مثل النظام الإيراني الذي لم يدرك أن قضية الأقصى تهم كل المسلمين في العالم وليست قضية تخص الفلسطينيين أو منظمة حماس أو الجهاد، لذا علينا كعرب ومسلمين، أن لا نجعل أطرافاً دولية، مثل إيران، التي توسعت في دول عربية من خلال أذرع لها مثل تدخلها في سوريا، تحقق مكاسب لها من خلال المزايدة على قضية الأقصى، حيث إن النظام الإيراني الذي ضل فيلقه لتحرير القدس الطريق وتوجه إلى سوريا وقام بتأجيج الصراع وما نتج عنه من تشريد للشعب السوري وقتل الأطفال وأصبح أبناء الشعب العربي السوري لاجئين في دول متعددة مثل تركيا ودول أوروبا ومعاناتهم وما حدث لهم من إبادة من قبل النظام وإبادتهم في بلادهم مثل ما حدث في الغوطة لا يقل معاناة وكذلك قيام دول متمثلة في «حزب الشيطان» الذي يدين بالولاء للنظام الإيراني الذي كون الدولة الخفية في لبنان وأقصى كل طوائف وفئات الشعب اللبناني وزاد من معاناتهم وتهجيرهم وأتبعه بالسيناريو الآخر الذي يحدث في العراق وقيام حزب الدعوة بمحاولة جعل العراق تابعاً للنظام الإيراني وكذلك سيناريو اليمن حيث الحوثيون ينيبون عن النظام الإيراني لتنفيذ مشروعه في المنطقة.

ومما يؤكد على هذه العلاقة الاستراتيجية بين حماس والجهاد من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى أنه أثناء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، تلقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً من العميد إسماعيل قآاني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. ووفق بيان لحركة حماس، قال قآاني: «نقف إلى جانب الحق الفلسطيني، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها في القدس وغزة». وبحث رئيس حركة حماس مع قائد فيلق القدس الوضع في قطاع غزة والقدس. وأشاد هنية بما اعتبره «مواقف إيران من القضية والشعب الفلسطيني وإسنادها له».

ختاماً، على حركتي حماس والجهاد أن تدركا أن النظام الإيراني الذي يزودهم بالصواريخ هو في نفس الوقت يزود الحوثيين في اليمن بالصواريخ التي يطلقونها على المملكة العربية والسعودية وعلى مراكز المقاومة الوطنية في العراق، هكذا يجب بل يلزم على الفلسطينيين أن يحددوا موقفهم من العدوان الإيراني ويدركوا في نفس الوقت أن تنديد المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج العربية ليس من أجل عيون حماس إنما من أجل قضية العرب الأساسية وهي الأقصى.