تعد المومياوات من أهم الآثار التي تستهوي الكثيرين وتحفز الفضول لديهم عن أسرارها وتاريخها وسيرة هذه الأجساد التي ظلت حبيسة المعابد القديمة والمتاحف، ويعتبر المتحف المصري بميدان التحرير في القاهرة من أهم وأبرز المتاحف التي تبهر السائح وتشهد على عظمة وقوة الحضارة المصرية بل تنحني أمام الإنجازات الكثيرة والنوعية التي حققها المصريون القدماء من تقنيات خاصة بالبناء والتحنيط والطب والزراعة وغيرها يعجز العلم الحديث عن اكتشاف أسرارها وكأنها تعويذة نشرها الفراعنة حتى تحفظ أسرار حضارتهم العريقة وتبقى غامضة وتحدي وحديث العالم على مر العصور.

منذ أيام، انطلقت فعاليات الموكب الذهبي للمومياوات من المتحف القومي المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة في الفسطاط حيث زف 22 مومياء ملكية في استعراض مهيب وعظيم ومبهر إلى المتحف الجديد، وكان في استقبال ملوك وملكات الحضارة الفرعونية فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بموكب يليق بهذه الحضارة العظيمة ويليق بالرئيس المصري على جهوده الواضحة لإعمار مصر وإبرازها بما يحافظ على سيادتها ومكانتها كما عهدناها دائماً مصر العظيمة بلد الخير والسلام والقوة.

مسيرة موكب نقل المومياوات الملكية بعثت رسائل عدة كون أن الحضارة الفرعونية ليست أي حضارة وإنما يكمن تاريخ شعوب العالم من تاريخ الحضارة الفرعونية كجزء لا يتجزأ منها، فحفاوة الاستقبال هو تقدير للتاريخ نفسه الذي ضم نخبة صنعت مجد مصر ووضعت بصمتها إلى يومنا هذا، كما أن تصدر الفرعون سقنن رع في الموكب هي رسالة أخرى لتقدير الدولة لكل فرد يصون ويحمي بلاده كون رع هو أول من بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس فأصبح محل تقدير على جهوده لحماية أرضه وشعبه برغم آلاف السنين، أما الرسالة الأهم هي أن أم الدنيا برغم جائحة كورونا (كوفيد19)، فإنها لا تزال أهم وجهة سياحية في العالم والأكثر جاذبية والدليل أن أنظار العالم كانت تترقب هذا الحدث التاريخي وكانت المحروسة لحظتها الوجهة الفريدة للسياحة التي أسرت قلوب الكثيرين وتمنوا أن يكونوا في مصر كون التاريخ لا يعيد نفسه وهذه اللحظات لا تعاد ولا تفوت فكان اللقاء الافتراضي والتجمع الجماهيري عبر الأثير حياً ومبهراً على أرضها كسياحة ثقافية نوعية جديدة أضافتها مصر للسياحة العالمية.

وأختم مقالي بتغريدة من فخامة الرئيس المصري لشعبه الوفي «استلهام روح الأجداد العظام الذين صانوا الوطن وصنعوا حضارة تفخر بها كل البشرية، لنكمل طريقنا الذي بدأناه.. طريق البناء والإنسانية»، حفظ الله مصر وشعبها العظيم وجعلها دائماً منارة للخير والسلام.