مبادرة طموحة أطلقها ولي عهد المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تهدف إلى شرق أوسط أخضر بدايته ستكون من المملكة بالشراكة مع دول المنطقة بزراعة 50 مليار شجرة منها 10 مليارات في المملكة وحدها خلال العقود القادمة والباقي منها في دول عربية أخرى، وستكون الريادة في هذه المبادرة للسعودية في هذا المشروع الضخم باعتباره أكبر برنامج تشجير في العالم ستعود، بلا شك، نتائجه بالخير الوفير على المنطقة والعالم كأمن غذائي سيخدم البشرية قاطبة، فضلاً على تحسين جودة الحياة وخفض معدلات التلوث الكربوني الذي كان سبباً في ما نراه من تغيير في المناخ.

فإذا ما تحققت هذه المبادرة الشجاعة حتماً ستعزز من زيادة مساهمة الطاقة المتجددة والمحافظة على البيئة وزيادة نسبة المحميات وحماية الأرض والطبيعة، فمبادرة «السعودية الخضراء» هي جزء لا يتجزأ من رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لخفض اعتماد المملكة على عائدات النفط، وستكون المرحلة القادمة حقبة خضراء للمملكة العربية السعودية المصممة على إحداث تأثير عالمي دائم في هذا المجال انطلاقاً من دورها الريادي الذي يأتي في إطار مسؤوليتها خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي لحماية كوكب الأرض ومكافحة التغير المناخي حتى تعيش البشرية حياة نظيفة وآمنة وأكثر استدامة.

حقيقة أن فكر وطموح سمو ولي عهد السعودية عالية في مختلف المجالات ولديه النظرة المستقبلية ليس للمملكة فقط بل لدول الخليج والدول العربية ودول المنطقة، وهذا ليس بغريب على هذه المملكة التي منذ عقود كثيرة تدعم وتساند الجميع انطلاقاً من مسؤوليتها الدينية والعربية والإسلامية، فخير هذه الدولة الكبيرة شمل الجميع ولا ينكر ذلك إلا جاحد، وما تقوم به من دور في اليمن حالياً من مبادرة لحل الأزمة اليمنية إلا دليل على صدق النوايا بتجنيب جارتها اليمن ويلات الحرب، وغيرها من مبادرات في دولنا الخليجية من مصالحة ولم الشمل الخليجي في قمة العلا التاريخية، وعربياً تسعى لعلاقات قوية مع العراق في محاولة لقطع الطريق على التدخلات الإيرانية في شؤون هذا القطر العربي الداخلية، وفي مصر العروبة دائماً تقف السعودية قلباً وقالباً ضد كل من يسعى للتدخل في شؤون مصر من تيارات سياسية أو قوى خارجية، وفي ليبيا أيضاً وقفت المملكة مع الشعب الليبي والحكومة الشرعية التي تمثل الشعب، والحديث يطول في تعداد دور هذه الدولة المباركة التي لا يمكن اختزالها في هذه السطور.

* همسة:

هذه مجرد البداية كما قال سمو الأمير محمد بن سلمان الذي سيكشف عن تفاصيل مبادرة «السعودية الخضراء» خلال الأشهر القادمة من خلال إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الربع الثاني من العام المقبل، وحتى ذلك الحين الجميع ينتظر ثمار هذه المبادرة الطموحة.