مبادرة السلام في اليمن أطلقتها السعودية والتي تقود التحالف العربي المساند للحكومة الشرعية اليمنية في حربها ضد الحوثيين والذين يدعمهم النظام الإيراني التوسعي للتمكن من حكم اليمن في إطار مشروعه التآمري الطائفي والذي امتد إلى سوريا ولبنان والعراق وحاول ليمد نفوذه لدول عربية أخرى لكنه فشل مثل مصر عبر الأخوان وكذلك نحونا في البحرين وتكرر فشله وجعل من الحوثيين في اليمن ذراعه الذين تمكنوا وفي فترة ما سمي «بالربيع العربي» من التمدد إلى العاصمة صنعاء والحديدة وحاصروا الحكومة الشرعية في عدن ولولا عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية لوصل النفوذ الإيراني إلى السعودية ودول الخليج العربي ليحقق النظام الإيراني مشروعه ولما اندحر الحوثيين وعادت الشرعية إلى عدن وتمكنت بالتحالف مع الجيش اليمني من ردع الحوثيين وتحرير كثير من المدن اليمنية من يد الحوثيين وبعدها الدخول في حرب استغرقت فترة طويلة وكان بإمكان السعودية حسم الموقف بيد أنها دولة تحرص على سلامة المدنيين من الشعب اليمني وتدرك أنه حتى الحرب لها أخلاقياتها.
بعد عجز الحوثيين وهم ذراع إيران الطائفية في اليمن قبلوا بالدخول في مفاوضات عديدة وعندما كاد التحالف العربي أن يحسم الموقف لصالحه ويحرر اليمن عندما تم السيطرة على ميناء الحديدة وكاد التحالف العربي أن يحقق الهدف وينهي الحرب لصالحه بيد أن دولاً كبرى والتي لا تزال تسلك سياسة فرق تسد أغاظهم ذلك لذا اقترحوا مفاوضات آخرها معاهدة ستوكهولم وتم إبرام اتفاق مع الحوثيين الذين وصلوا إلى مرحلة الهزيمة بيد أنهم كعادتهم نقضوا اتفاق ستوكهولم وتمكنوا من تبديل الموقف العسكري وإعادة الحرب إلى المربع الأول بدعم لا حدود له من النظام الإيراني.
متغير آخر أثر في سير الأحداث وهو العقوبات الاقتصادية الأمريكية على النظام الايراني في عهد ترامب ولا تزال من هنا، بدأت ايران تشعر بضعف أذرعها في سوريا ولبنان والعراق ووصولها الى حافة الهاوية وانعكس ذلك على الوضع داخل إيران ووصلت الأمور إلى أن نجحت فيها أمريكا من اغتيال الرجل الثاني ومهندس مشروع إيران الطائفي الجنرال قاسم سليماني عندها أخذ النظام الإيراني في تأزيم الوضع السياسي والعسكري في الدول التي يتواجدون فيها وأخذوا يشعلون الصراعات الداخلية في سوريا ولبنان والعراق، وما إطلاق الصواريخ على مناطق النفط في المملكة العربية السعودية إلا محاولة من النظام الإيراني على حساب الحوثيين لتحقيق توازن في القوى.
هذا ما يؤكد لنا نجاح المملكة العربية السعودية في سياستها الخارجية بطرح مبادرتها وذلك لأنها كشفت عن حقيقة نوايا النظام الإيراني وأطماعه للعالم وإلا من دعا النظام الإيراني أن يقبل أو يرفض المبادرة السعودية التي هي مطروحة في ظاهرها على الحوثيين للاندماج مع الحكومة الشرعية اليمنية فهي مبادرة للسلام بين طرفين متحاربين بيد أن رفض النظام الإيراني على لسان سفيره عند الحوثيين أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النظام هو من يفتعل الحروب والأزمات ليس في اليمن فحسب إنما في المنطقة العربية بأكملها وذلك يؤكد أن نظام الملالي الإيراني قد قربت نهايته ليتخلص منه شعبه والعالم بأكمله.