ليست المرة الأولى التي يطالب بها الشعب وحتى بعض أعضاء مجلس النواب بتعديل الدوام الرسمي خلال شهر رمضان في الوزارات والهيئات الحكومية، ففي كل مرة يقابل الطلب بالرفض ولا نزال نكتب في هذا الأمر لأهميته بالنسبة إلى الصائمين والمعتكفين للعبادة في هذا الشهر الكريم. شهر رمضان شهر عبادة، وصيام وقيام وقراءة القرآن وفيه من الجهد البدني كثير عند صلاة التراويح والقيام والنوم المتقطع عند السحور، فالرفق ثم الرفق بالمسلمين في هذا الشهر الكريم الذي يحل علينا ضيفاً خفيفاً مرة كل عام يغتنمه المسلم في الطاعة والعبادة والابتهال والتقرب إلى الله، أرجو وكلي ثقة بالحكومة الموقرة مراعاة الموظف في شهر رمضان المبارك وتعديل دوامه. كل عام ننتظر من الحكومة أن ترفق بالصائمين من الموظفين قليلاً في شهر رمضان وأن تقلص عدد ساعات الدوام أكثر ليكون من الساعة التاسعة صباحا إلى الواحدة ظهراً «على الأقل للمسلمين فقط» كتعاون من الحكومة لحال الموظفين الذين يكونون «بين نارين» ما بين تأدية الوظيفة وبين العبادة. الموظف يأتي من الصباح الساعة الثامنة للعمل وينصرف الساعة الثانية ليصل إلى المنزل الساعة الثالثة أو الرابعة إذا كانت عنده بعض المشاوير السريعة قد يرتاح قليلاً أو يواصل عمله في المطبخ لتحضير الفطور وغالبيتهم من النساء وكثير منهن لا تجد من يساعدها في المطبخ وترتيب المنزل، بعد الفطور يبدأ الجهد البدني من صلاة وعبادة وتدريس وترتيب. قد يرتاح هذا الموظف قليلاً ثم يقوم لصلاة القيام والسحور ثم ينام قليلاً وينهض للعمل وهكذا. هذا حال الموظف في ليالي رمضان وخصوصاً في العشر الأواخر من رمضان الذي يحتسب الأجر والعتق من النار جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة.

«شنو يعني» إن الموظف يداوم أربع ساعات في شهر رمضان، فالموظف طيلة العام يعمل بضمير وجد وإخلاص للوطن، الموظف في كثير من الأوقات يعمل حتى بعد الدوام ولا يحتسب له ساعات إضافية، وأحياناً يعمل في إجازة نهاية الأسبوع إذا استدعى ذلك ويسعد بما يقوم به، صحيح أننا نعمل من أجل الراتب ولكننا نعمل بإخلاص من أجل تقدم وطننا وازدهاره ولكنه شهر فضيل شهر المعجزات دعونا نسعد بهذه الأيام المباركة بالعبادة والفلاح، والله سيحل الخير والبركة على وطننا عندما يكون التفكير روحانياً قليلاً بجانب التفكير المادي، أعاده الله على مملكتنا الغالية بالخير والبركات.