إن الألعاب الإلكترونية واقع لا يمكن تجاهله، ورغم أنها تعد ألعاب للتسلية، ولكن لها أضرار عديدة بعضها يصل إلى حد إزهاق الأرواح، فبعض الألعاب تقوم على تحديات غريبة تسللت إلى اللاعبين الذين أصبحوا رهينة لما تطلبه منهم اللعبة مهما كان في محاولة لإثبات الذات بقبول التحدي.

بعد لعبتي الحوت الأزرق وبيجي، اللذان حذر منهما جميع علماء النفس، وما تسببتا في أضرار للعديد ممن لعبوا هذه الألعاب وصلت إلى حد الموت، ظهر تحدي أخرق جديد اسمه «الوشاح الأزرق» راح ضحيته العديد من المراهقين نتيجة محاولة إثبات قدرتهم على تحمل أقسى درجات الاختناق، وآخرها شاب عمره 18 عاماً في القاهرة، مما دعا الحكومة المصرية والأزهر إلى الانتباه لهذا التحدي المميت، والبدء في حملة توعية لكي لا يسقط ضحايا آخرين.

لقد ساهم الإنترنت في أن يصبح العالم قرية صغيرة، مما ساعد على سهولة نقل المعرفة وإمكانية الاطلاع على المعلومات والأخبار في حينها، وساهم في تطوير العديد من المهارات، ولكن من جانب آخر كان له العديد من المخاطر وخصوصاً على النشء والمراهقين، فيجب أن ننتبه للمحيط الالكتروني الذي يتعرضون له، فتحدي الوشاح الأزرق الذي ظهر على إحدى التطبيقات الشهيرة والتي تنتشر بين جمهور عريض من شبابنا «تيك توك» لن يكون التحدي الأخير.

لا أحد ينكر فوائد الانترنت، ولا أحد يستطيع أن يطلب من فرد طفلاً أو شاباً أن يتجاهل الألعاب الإلكترونية خصوصاً في زمن كورونا الذي زاد من حدة الملل والكآبة وجعلنا نتطلع إلى تفريغ هذه الشحنات في العالم الافتراضي، ولا أحد ينكر فضل أحد التطبيقات الأشهر «جوجل» الذي ساعد العديد منا في التعلم والأبحاث ومعرفة الماضي والحاضر.

صحيح أننا نعتبر الوالدين المسؤول الأول عن حماية أطفالهم ، ولكن لا يمكن تحميلهم المسؤولية كاملة فقد تحدث بعض الهفوات ربما نظراً لمشاغل الحياة أو عدم القدرة على التعامل مع العالم الافتراضي والتقنيات الحديثة للألعاب ومواقع الإنترنت لذلك نطلب التكاتف من جميع من لديه القدرة لتكوين حائط صد مجتمعي يساعد في حماية أبنائنا من هذه التطبيقات.

وعلى منظمات المجتمع المدني وخاصة الجمعيات الشبابية أن تساهم بدور فاعل بمساهمة المبرمجين المتميزين، ومسوقي الألعاب الإلكترونية، واللاعبين المتزنين للإبلاغ عن ظهور أي تطبيق أو لعبة تسبب الأذى أو تهدد حياة اللاعبين أياً كان أعمارهم، والإبلاغ عن أي ما يعرض حياة البشر للأذى، فقد يساهمون في إنقاذ حياة فرد، وإنقاذ ذويه من مأساة كبيرة.

وكذلك على الإعلام مسؤولية نحو هؤلاء النشء وأولياء أمورهم من خلال حملات توعوية لتوضيح مخاطر هذه الألعاب والمواقع، وتثقيف الفئات العمرية المستخدمة لهما ودعمهم لمواجهة مثل هذه الألعاب والبرامج الخبيئة، كما يجب أن تتاح للشباب المميز إمكانات تمكنه من صناعة ألعاب مماثلة محلية آمنة وحفظ الله جميع أبنائنا من كل شر.