واحدة من أسوأ الأمور التي قد تحدث لأي موظف، وصول من لا يستحق إلى منصب لا يستحقه، والأدهى والأمر أنه يبدأ باتخاذ قرارات بعيدة عن العمل الاحترافي، وتؤدي إلى دمار المؤسسة بدلاً من نجاحها.

ولو عدنا إلى أصل المشكلة، فهي في اختيار الشخص غير المناسب لهذا المنصب، والسبب الوحيد في اختياره أنه «مطيع»، ولا يخالف أي أوامر، ويجيد التملق وقول كلمة «إن شاء الله» و «أبشر» حتى وإن كانت التعليمات بها خطأ.

المتملق، يصل بسرعة حتى وإن لم يكن كفؤاً، واستطيع أن أعدد عشرات إن لم يكن المئات ممن وصلوا إلى مناصبهم بهذه الطريقة، وترقوا عدة مرات بذات الأسلوب، حتى وإن ارتكبوا الكوارث خلال فترة توليهم للمنصب.

ولو تعمقنا أكثر في شخصية المتملق، فهو يسخر كافة قدراته العقلية ليصل إلى مراده، ولو استغلها في تعلم شؤون مؤسسته، لكان من خيرالكفاءات، فهو بارع جداً في تحليل الشخصيات ومعرفة من أين تؤكل الكتف لصالحه.

المشاكل في تعيين المتملق من غير كفاءة مناسبة عديدة، ليس أولها تدمير المؤسسة وخرابها، وهدر أموالها، ولا آخرها عدم إنجاز المؤسسة لما هو مطلوب منها، مروراً طبعاً بهجرة العقول من المؤسسة وربما من البلد بأكمله، والامتعاض من الوظيفة، وخلق بيئة غير مناسبة.

ولو نظرنا إلى مؤسسة حكومية كانت أو خاصة، لا تؤدي عملها بالشكل المطلوب، سنجد هذه النماذج موجودة فيها، وتأخذ حيزاً من المناصب الإدارية فيها، وكفاءتهم الوحيدة هي «عذوبة لسانهم».

وعلى النقيض، نجد دائماً أصحاب الكفاءات يفتقدون لمهارة «اللسان»، وصريحين، ومن شدة حرصهم على مؤسستهم يكونون حادين في التعامل، وهو النوع الذي لا تفضله بعض القيادات.

ويجب تدارك الأمر قبل أن تتفشى الظاهرة بصورة أكبر، وتصل إلى حد يؤدي لانهيار المؤسسات الواحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو.

* آخر لمحة:

بعيداً عن المتملقين، هناك فئة أخرى أسوأ بكثير، وهم من لا يستطيعون أخذ قرار أو أصحاب الشخصية المهزوزة، وهؤلاء أشد ضرراً من وجهة نظري.