عبر كل الدماء الجديدة التي تم ضخها مؤخراً في مفاصل الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن خلال التعيينات الملكية السامية الأخيرة لوجوه شابة، ومتوهجة، وطموحة، وذكية للغاية، فإننا على ما يبدو، مقبلين على مرحلة جديدة جداً من التغييرات الفاعلة والمنتِجَة في أجهزة الدولة.
إن أيّ تغيير للمستقبل ولأجل المستقبل والأجيال القادمة، يتطلب أن يتصدر المشهد مجموعة مميزة من الطاقات الشابة، تدير هذا الوطن. إن تأسيس المستقبل، يجب أن يكون من الآن، وذلك عبر تنصيب كوادرنا الوطنية الشابة التي زرع بذرتها بشكل متقن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قبل نحو عقدين من الزمن. أمَّا اليوم، فإننا نحصد ثمار تلكم المجهودات الكبيرة.
واليوم كذلك، وبعد أن تم الزرع والاستثمار في طاقاتنا الوطنية الشابة، فإننا أمام خيارات متعددة وجميلة من الطاقات. وعلى ما يبدو جلياً، فإن خارطة الطريق التي رسمها سموه لم تكُ وليدة هذه اللحظة، بل هي نتاج مجهودات جبارة، ونظرة ثاقبة، وعناية خاصة من لدن سموه بالشباب البحريني، مذ كان هؤلاء الشباب على مقاعد الدراسة، حتى يوم تخرجهم من أرقى جامعات العالم.
ما نراه اليوم من تعيينات في مناصب مهمة وحساسة لمجموعة من كوادرنا البحرينية الشابة الطموحة داخل الحكومة، ليست وليدة الصدفة، ولا وليدة العشوائيات أو الشعارات المجرَّدة، بل هي نتاج فكر استثماري منير للغاية، أرساه سموه منذ زمن بعيد، وذلك حين استثمر كل إمكانيات الدولة لأجل تنمية الطاقات الشابة وادخارها في المسار الصحيح لأجل هذا اليوم.
نعم، إننا مقبلون على مرحلة حكومية مختلفة وجديدة كُلية، وهي استكمال للمراحل السابقة والبناء على فكرة أن يكون الشباب هو الاستثمار الحقيقي للدولة، مع البقاء على بعض عناصر الخبرة في مجالات محددة.
إننا نراهن وبكل قوة على وعي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تغيير النسق الحكومي جملة وتفصيلاً، كما نعتقد يقيناً أن التغييرات التي تسري في عروق الحكومة اليوم، سوف تستمر خلال الفترات القادمة، ولن تقف التغييرات على آخرها فقط، وهذا ما يمكن أن يرسم للوطن ملامح خارطة جديدة بسواعد أبنائها من الشباب البحريني. الشباب الأكثر تميُّزاً وألقاً على الإطلاق.