في شهر مارس من كل عام، تحتفل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في البحرين، مثل العديد من السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم بشهر تاريخ المرأة. لطالما كان للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم تأثير على السياسة والتعليم والفن والاقتصاد والحياة الأسرية والقانون كدعاة رئيسيات للنهوض بجميع الأفراد وحمايتهم. فهن يلعبن دوراً مهماً في تشكيل كلا من الحاضر والمستقبل، والاعتراف بتأثيرهن عبر الماضي هو مفتاح لفهم تاريخنا المشترك، وخلال هذا الشهر سنحتفل بهذهِ المناسبة الخاصة وذلك بالاحتفاء ببعض الإنجازات التي حققتها نساءٌ رائدات.
في الولايات المتحدة الأمريكية تواصل النساء مخالفة الأعراف وذلك بالعمل في المهن والأدوار التي كان يُعتقد، منذ وقت ليس ببعيد، أنها مهن حكر على الرجال فقط. ففي عام 2020 شهدنا انتخاب أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي، وذلك بحصولها على أكبر عدد من الأصوات في أيٍ من الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى أعلى نسبة على الإطلاق من عضوات الكونجرس الأمريكي، وشهدنا أيضًا أول امرأة تتولى قيادة حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية. إضافةً إلى ذلك، هناك ثلاثة أقسام من أصل خمسة من أقسام وزارة الخارجية الأمريكية التابعة لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في البحرين تترأسها نساء، ناهيكَ عن نائب السفير الأمريكي بالوكالة، وأنا القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين.
وتُعد البحرين أيضاً نموذجاً يحتذى به في إنجازات المرأة، حيث قادت البحرين المنطقة في الدعوة إلى دخول المرأة في مجال التعليم وحمايتها بموجب القانون وتمثيلها في جميع القطاعات. وتحت قيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، دَعَمَ المجلس الأعلى للمرأة نهوض المرأة والفتيات من مختلف شرائح المجتمع. إن قيادتها والتزامها بهذهِ الجهود مشاد بها في جميع أنحاء البلاد والذي يتجلى من خلال ثقافة الانفتاح والشمول وتصدر المرأة المتنامي لصناعة التاريخ في قطاعات متعددة، مع المحافظة على التقاليد الفريدة لمملكة البحرين.
كما تشرفت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين بالتعرف والعمل مع مجموعة واسعة من النساء البحرينيات الرائدات اللاتي يساعدن في تشكيل الشراكة الأمريكية البحرينية، وذلك ابتداءً من السيدة فوزية زينل أول امرأة تتقلد منصب رئاسة برلمان البحرين، وكذلك أول امرأة بحرينية يتم تعيينها لشغل منصب وكيل لوزارة الخارجية الشيخة د. رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، إلى الشيخة مي آل خليفة والتي تقود هيئة البحرين للثقافة والآثار برؤية وفهم بأن الثقافة والآثار تؤثر على جميع قطاعات المجتمع، إلى السيدة أحلام جناحي رئيسة جمعيات سيدات الأعمال البحرينية والتي دعت إلى إنشاء مشاريع جديدة أطلقت بها المرأة البحرينية في مجالات جديدة ومثيرة، مثل تكنولوجيا المعلومات والتمويل الأصغر، والقائمة تطول وتطول مع أمثلة كثيرة للقيادة والابتكار والموهبة المتمثلة في سيدات مملكة البحرين.
ويلهمني بشكل خاص روح «الأنا أقدر» والمواهب المبتكرة لشابات البحرين، حيث أنه ومن خلال برامج التبادل العديدة التي ترعاها سفارتنا تشرفنا بالعمل مع نساء بحرينيات رائعات، فعلى سبيل المثال أسست إحدى المشاركات وهي الدكتورة سارة الريفي مركزاً لعلاج سرطان الثدي، مما أدى إلى زيادة الوعي وإنقاذ آلاف الأرواح. كما ألهمتنا الباحثة أمل الصفار وهي إحدى المشاركات في برنامج فولبرايت باعتبارها أول امرأة بحرينية تتسلق جبل كليمنجارو وتزور القارة القطبية الجنوبية.
وحالياً، تلعب النساء دوراً مهماً أيضاً في المشهد الفني المزدهر في البحرين، حيث تفتخر سفارتنا بعرض أعمال لفنانات بارزات مثل بلقيس فخرو، والتي عرضت أعمالها أيضاً في سوثبيز زبينال باريس، والفنانة نبيل الخير التي تلتقط صوراً من الحياة اليومية للمرأة البحرينية منذ معرضها الفردي الأول في 2002.
لا يمكن أبداً أن نعكس عمق مساهمات النساء الأمريكيات والبحرينيات في هذا المقال المختصر، ولكن هذا في حد ذاته يتحدث عن الكثير من التاريخ الغني والمؤثر للمرأة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و البحرين، وينعكس أيضاً على الصداقة الطويلة والغنية بين بلدينا.
لذا أدعوكم لمتابعة موقع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ومنصاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي توتير وإنستغرام وفيسبوك لمعرفة المزيد عن النساء الرائعات في الحاضر وعبر التاريخ.
يوم عالمي سعيد للمرأة!
* القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين