قول نائب وفاقي سابق خلال ندوة تلفزيونية إن «المعارضة ارتكبت عدة أخطاء منها عدم إدانة العنف بشكل كافٍ والمطالبة بأمور عالية ومستحيلة مثل المملكة الدستورية» وأنه «يجب على المعارضة أن تتقرب من السعودية والإمارات إذا ما أرادت الوصول إلى حلول» وأنها «خسرت السعودية» وأن «نظام الحكم في إيران لا يناسبنا ولا نريد دولة دينية في البحرين.. نحن نبحث عن دولة علمانية» قول لا قيمة له، فأي قيمة لتبين مجموعة قدمت نفسها بديلاً للحكم أخطاءها بعد عقد من الزمان وهي في كل الأحوال لا تستطيع أن تضبط الشارع الذي لم يعد يسمع منها ولا يثق بها؟

مثل هذا الكلام لو قيل بعد فشل المحاولة البائسة في 2011 مباشرة لكان قابلاً للنظر فيه، لكنه اليوم لا يقدم ولا يؤخر، فقد فات الفوت. ويكفي للرد عليه القول بأن الذين تمكن النظام الإيراني من العبث في عقولهم و«زهزه لهم» وأوهمهم بأن العملية ليست سوى صبر ساعة لا يمكن أن يجدوا اليوم من يسمعهم، لا في الخارج ولا في الداخل، وليس أمامهم كي ينظر الحكم في أمرهم سوى الاعتذار العلني والواضح له ولشعب البحرين والاعتذار للآباء والأمهات الذي خسروا أبناءهم أو لا يزالون يدفعون فاتورة تلك الحماقة وتعويضهم.

ما حصل لم يكن هيناً ولا يمكن نسيانه، فأن تقدم مجموعة نفسها على أنها المنقذ والمستقبل ثم يتبين أنها تخدم نظاماً متخلفاً هو النظام الإيراني الذي لا يزال يعتبر البحرين تابعة له فأمر لا يقبل به أهل البحرين. والحقيقة التي ينبغي أن يدركها أولئك هي أن الأمر لم يعد ممكناً محوه بجرة قلم، ذلك أنه صار لكل مواطن شهد ذلك الفعل القبيح أم لم يشهده رأي وموقف وحق.

عليه فإن كل ما قاله ذلك الوفاقي في تلك الندوة وكل ما قد يقوله وفاقيون آخرون بعدما تبين لهم أنهم خسروا كل شيء لا قيمة له.