لا صوت يعلو فوق صوت المصالحة الخليجية، ولا حديث إلا عنها بعد أن حجبت سحابة سوداء سماء الخليج الصافية مخلفة أجواء باردة من العلاقات غير المعهودة بين دول الخليج.

الحقيقة أن الترابط والتعاون والتكافل بين دول الخليج كان مضرب المثل وخاصة بعد تأسيس منظمة دول مجلس التعاون الخليجى في مايو 1981 وكان للمنظمة دور عظيم فى حرب الخليج الأولى والثانية وفي كل المنعطفات التاريخية التى مرت بها المنطقة، وجاء الربيع العربي بخريف الانشقاق والانقسام فى الشرق الأوسط ولكن نجحت دول الخليج فى الثبات بل والدعم للأشقاء فى دول الجوار التى اجتاحت أراضيهم الفوضى، هذا الثبات والرسوخ هو نتيجة لجهد وحكمة ومثابرة للقيادات الحكيمة لدول الخليج ولا سيما المغفور له العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد آل بوسعيدي، رحمه الله، والغائب الحاضر «أمير الإنسانية» الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله والذى أثمرت مساعيه الإنسانية عن هذه المصالحة، رحمهم الله جميعاً وطيب الله ثراهم والذين بذلوا جهداً كبيراً للحفاظ على استقرار الشرق الأوسط عموماً والخليج على وجه الخصوص.

وقد أثبتت الأيام أن صوت العقل والحكمة هما الضمان الوحيد لحل النزاعات وخاصة بين الأشقاء، لن نسير فى الركب ونجامل ونرفع شعارات أصبح لا وجود لها على أرض الواقع أو كما يقولون إن غداً لناظره قريب، ولكن مواجهة مشاكلنا أفضل من اللف والدوران حولها، أتمنى شخصياً أن يتم الحل والتوافق داخل البيت الخليجى دون تدخل أي وسطاء من الخارج.

ولكن على أي حال نوجه جزيل الشكر والثناء للسيد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره على جهوده وحرصه علي تقريب وجهات النظر وحضوره البارز في قمة مجلس التعاون الخليجي في العلا السعودية إلى جانب مسؤولين أمريكيين آخرين.

كان خطاب ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في كلمته الافتتاحية للقمة معبرا عن «بالغ الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع» بقيادة الكويت وبمساعي الولايات المتحدة، وجميع الأطراف التي أسهمت بهذا الشأن، مضيفاً أن هذه الجهود أدت إلى الوصول إلى اتفاق بيان العلا،

فكل التحية والتقدير لجميع دول مجلس التعاون الخليجي على المصالحة وأخص بالذكر الشقيقة مملكة البحرين تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاه، على تجاوز كل الخلافات قديماً وحديثاً للمّ شمل البيت الخليجي، وللشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، على استضافة المؤتمر وتحمل المسؤولية التاريخية بهدف الاستقرار وتوحيد الصف، وسلطنة عمان تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، بلد الأمن والسلام والحضارة كما عهدناها دائماً واحة للتسامح والمحبة، كل التحية والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها العظام أبناء حكيم العرب المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، كما أتوجه بخالص التحية والتقدير لأمير الكويت حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على استكماله الجهد الدبلوماسي للمغفور له «أمير الإنسانية» الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وكان آخرها رسالة خطية لشقيقه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي حفظه الله ورعاه رئيس جمهورية مصر العربية حتى تكتمل دائرة الأخوة العربية بين الأشقاء ووحدة الصف العربي فى مواجهة التحديات وتحقيقاً لتطلعات وآمال الشعوب العربية والإسلامية نحو مستقبل نرجوه مشرقاً فى أجواء ومناخ معتدل فى كافة المجالات، ونختم كعادتنا بالدعاء إلى الله بأن يوحد كلمتنا وأن يجنبنا الفتن والمحن وأن يجعل الأرض عامرة بالأمن والسلام.. آمين.