إن تحقق العلامة الكاملة في أي امتحان من امتحانات الحياة فإن ذلك يعني تفوقك بامتياز على أقرانك ومنافسيك أن هذا التفوق والتميز لم يأتِ من فراغ بل هو نتاج جهد ذهني واجتهاد عملي قائم على أسس متينة من العلوم والمعرفة بكل خبايا وأسرار مهنتك.

هذا ما ينطبق قولاً وعملاً على أداء المدرب الوطني الشاب أحمد جان الذي أثبت علو كعبه التدريبي في مجال لعبة كرة السلة واستطاع أن يعيد للسلة الأهلاوية مكانتها البطولية وهيبتها التاريخية حين حصد الألقاب الثلاثة الكبرى -دوري زين وكأس خليفة بن سلمان وكأس السوبر- واستحق بذلك نيل العلامة الكاملة بكل جدارة.

هذا الإنجاز يحسب أيضاً لمجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة السلاوي السابق خالد كانو الذي وضع ثقته في هذا المدرب الوطني الشاب فكانت ثقة في محلها حققت ما كان يهدف له مجلس الإدارة وهو عودة السلة الصفراء إلى منصات التتويج على غرار نظيرتيها كرة اليد والكرة الطائرة، وهذا ما يجسد نجاعة السياسة الممنهجة للارتقاء بالألعاب الجماعية الأهلاوية الأربع وهي السياسة المتأنية التي كشف عنها الرئيس النشط خالد كانو في أكثر من مناسبة، لعل آخرها ما كان متعلقاً بالفريق الأول لكرة القدم -الواجهة الرئيسة للقلعة الصفراء- حين أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً على كرة القدم بجميع فئاتها للعودة التدريجية إلى المكانة التي تليق بتاريخ النادي الأهلي وقد يكون تأهل الفريق إلى الدور قبل النهائي لمسابقة كأس جلالة الملك -أغلى كؤوس كرة القدم المحلية- خطوة على الطريق وشاهداً على مصداقية الإدارة في مساعيها الجادة لإعادة الكرة الأهلاوية إلى منصات التتويج كما هو الحال في الألعاب الجماعية الثلاث الأخرى.

نعلم جيداً أن تحقيق مثل الإنجازات يعد تحدياً من التحديات الكبرى وأنه يحتاج إلى مجهودات بشرية ومادية كبيرة وإلى عمل إداري ممنهج قائم على الصبر والتأني في اتخاذ القرارات، وهنا نتحدث عن عامل الوقت الذي يجب أن نضعه دائما في الاعتبار.

نهنئ الأسرة الأهلاوية صغيرها وكبيرها بالفوز بكأس السوبر السلاوي وتحقيقها للثلاثية التاريخية، كما نهنئ المدرب الوطني القدير أحمد جان على هذا النجاح المستحق الذي يعكس كفاءة وتميز الكوادر الوطنية، متمنين له المزيد من النجاح والتوفيق في مشواره القادم.