ما تريده شعوب دول الخليج العربي من محاولة إغلاق ملف الخلاف الخليجي الخليجي وإعلان المصالحة هو الابتعاد عن الحلول الترقيعية المتعجلة، إذ لا فائدة من حلول وقتية أو قاصرة . إن لم تنه الحلول التي قد يتم الاتفاق عليها بين هذه الدول المشكلات التي تسببت في الخصام بشكل جذري فلا قيمة لها لأنها ستنتهي سريعاً وستظل المشكلات بل قد تكبر وتزيد من الشقاق والألم .

كل الخليجيين يتمنون الوصول إلى حلول للمشكلات الغريبة عليهم ولا تليق بهم ، لكنهم أيضاً لا يقبلون بالحلول الترقيعية والمؤقتة. ولأن الحلول لا يمكن أن تأتي بالكيفية التي يريدها النظام الحاكم في قطر ولا يمكن أن تسهم طريقة أحاديث وآراء إعلامييها في إيجادها لذا فإن الطبيعي هو أن تتقلص مساحة التفاؤل التي تسبب في إيجادها بيان وزير الخارجية الكويتي.

بالنسبة إلينا في مملكة البحرين يهمنا كثيراً أن تتذكر قطر كيف أنها دعمت سياسياً ومادياً وإعلامياً الجماعات الراديكالية في 2011 بهدف تغيير النظام السياسي الحاكم، ويهمنا كثيراً أن تتذكر أنها قدمت تمويلاً للجماعات الإرهابية التي قامت بأعمال عنف وإرهاب منذ تلك السنة وما تلاها وكان سبباً في استشهاد العديد من رجال الأمن وإصابتهم بعاهات دائمة، ويهمنا كثيراً أن تتذكر أن إعلامها استهدف بلادنا بشكل ممنهج عبر خطاب سلبي تضمن التحريض على العنف والكراهية، ويهمنا كثيراً أن تتذكر أنها تجاوزت اعتبارات الجوار والقيم الخليجية والعربية باستهدافها الصياديين البحرينيين الذين اعتادوا الصيد في مياه البحرين أكثر من قرنين وأنها قامت باعتقالهم ومحاكمتهم وسجنهم واحتجاز قواربهم (الإحصاءات تبين أن قطر احتجزت خلال الأعوام العشرة الأخيرة نحو 650 قارباً وأكثر من 2000 شخص).

كثيرة هي الأمور التي ينبغي على قطر أن تتذكرها، بل تتذكرها جيداً، وعليها أن تعرف جيداً أيضاً أن استمرارها في نفس الأخطاء يعني أن الحلول التي سيتم التوصل إليها ترقيعية ووقتية، وهو ما لا يمكن لمملكة البحرين القبول به.