قبل عدة أشهر، نشرت صحيفة «الوطن» مقالاً لي بعنوان «ترامب رئيساً لولايةٍ ثانية» تحدثتُ فيه عن العوامل التي ستساهم في فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولايةٍ أخرى، إلا أنني اختتمت مقالي بالقول بأن على ترامب «أن يسوي خلافه مع حزبه من خلال توحيد صفوفه بهدف الفوز في الانتخابات الرئاسية.. وكذلك استقطاب المزيد من العناصر في الحزب الجمهوري للانضمام إلى الطاقم الحكومي». ونتيجةً لقيام ترامب بإظهار العداء لعناصر متعددة في حزبه أي الحزب الجمهوري، فقد ساهمت تلك العناصر بشكلٍ أو آخر في الإطاحة به في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي تعتبر -في نظري- من أكثر الانتخابات جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة، وستظل نتائجها محل جدلٍ لسنوات عدة. فمن بين حالات العداء تلك الانتقادات اللاذعة التي وجهها ترامب ضد جون ماكين عضو مجلس الشيوخ -والمرشح الجمهوري السابق للرئاسة- الذي توفي قبل سنتين مما أثار استياء أسرة ماكين ومنسوبي الحزب الجمهوري في ولاية أريزونا التي ينتمي لها ماكين، مما أسهم بشكلٍ كبير في خسارة ترامب في تلك الولاية خاصةً وأن ماكين تربطه علاقة صداقة متينة بالرئيس المنتخب جو بايدن. كما أن ترامب شن هجوماً على قناة «فوكس نيوز» المحسوبة على الجمهوريين، مما دفع القناة إلى الانتقام وذلك بالمسارعة في الإعلان عن فوز بايدن في عددٍ من الولايات المتأرجحة.

والحق يُقال إن العلاقات الخليجية-الأمريكية في عهد الرئيس ترامب شهدت تحسناً كبيراً، حيث عانت تلك العلاقات من فتورٍ دبلوماسي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، ومرت كذلك بتقلبات في عهد الرئيس جورج بوش الابن عقب أحداث 11 من سبتمبر 2001. وقد استهل الرئيس ترامب جولاته الخارجية بزيارةٍ رسمية إلى المملكة العربية السعودية ومن ثم المشاركة في القمة الإسلامية-الأمريكية. وبغض النظر عما إذا كانت سياسات ترامب الخارجية محل جدلٍ أم لا، إلا أن التجارب أثبتت وجود تقارب استراتيجي بين دول الخليج والولايات المتحدة في حال وجود رئيسٍ جمهوري على العكس تماماً من الحالة التي يكون فيها الرئيس من الحزب الديمقراطي، حيث غالباً ما تبدو سياسات الديمقراطيين الداخلية والخارجية تحررية أو ليبرالية في الظاهر، لكنها في حقيقة الأمر فوضوية. وللحديث بقية.