نبارك لأنفسنا الخطوة الكريمة، من حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، بإصدار مرسوم بإنشاء صندوق الأمل، مما يعكس إيمان جلالته بأن الشباب هم قاطرة التنمية والنواة الحقيقية للمستقبل. ونشيد أيضاً بتكليف خير من يمثل الشباب وداعمهم الأول سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، مستشار الأمن الوطني، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، لإصدار لائحة تتضمن الهيكل التنظيمي للصندوق ونظام عمله لتمكينه من تحقيق أهدافه.

لقد أدركت قيادتنا أننا نمر بأوقات صعبة جدًا وتحديات اقتصادية غير مسبوقة، فحين تواجه أي دولة هذا الضغط الاقتصادي فإن أول ما تقوم به هو إيقاف التوظيف، إلا أن قيادتنا قرأت المشهد العام بحكمة ورؤية مستقبلية لتضع بذلك الحلول المناسبة للتغلب على هذه الأزمة من خلال تحويل الشاب البحريني من باحث عن عمل إلى خالق ومولد لفرص العمل وتحويله من عبء اقتصادي على الدولة إلى صانع للتنمية وباني النهضة الاقتصادية.

إن انتشار ثقافة الفكر التنموي وأسس ومفاهيم التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة بين شريحة الشباب لا يتحقق ولايكتمل إلا عبر المشاركة الفعالة وتوافر جهات تدعم هذا الفكر وآليات تمكن الشباب للقيام بدورهم الريادي في بناء الوطن والمؤسسات. فيعد صندوق الأمل فرصة حقيقية لتنسيق المبادرات والجهود المتعلقة بالشباب ووضع الأطر الأساسية والاستراتيجية لقطاع الشباب والاستثمار.

فالمرحلة الحالية تتطلب إعداد الشباب للمستقبل المتغير والمتسارع في النمو، وتوعيتهم بهذه المتغيرات، وإطلاعهم على طموحات القيادة الرشيدة التي تراهن دائماً على الشباب، فنحن مقبلون على أعتاب ثورة صناعية رابعة تزداد ملامحها وضوحاً يوماً بعد يوم، خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي الذي أصبح موجوداً اليوم في كل مكان حولنا، وأصبحنا أمام تغيرات تتعلق بمهارات ووظائف المستقبل التي ستعتمد على المعرفة والمهارة، فمن الضروري أن يكون الشباب على اطلاع بالمتغيرات والخطط الوطنية ليتمكن من التخطيط لمستقبله بالشكل الصحيح.

إن مستقبل البحرين أمانة بيد الشباب وهم رهانه المشرق، وثروة هذا الوطن الأغلى، وقيادتنا الرشيدة أعطت جانب الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم الأولوية لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها المملكة على الصعد كافة. فمبادرة إنشاء صندوق الأمل ترجمت إيمان قيادتنا بمقولة «لا يمكننا دائماً بناء المستقبل لشبابنا، لكن يمكننا بناء شبابنا للمستقبل»، فالشباب في بلدنا يتمتع بقدرات وأحلام وهمم لا حدود لها بفضل قيادة تقدر طاقة الشباب الطموحة وحماسهم وسعيهم نحو الاستقلال والسير بخطى ثابته يداً بيد مع القيادة نحو المستقبل بكل ثقة وعزم لدفع عجلة التنمية الوطنية الشاملة في المجالات المختلفة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية وفي مجالات البحث العلمي والتقدم التكنولوجي.

فاليوم وبفضل الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة بدأنا مرحلة جديدة من النمو والتقدم والازدهار من خلال صناعة المستقبل عبر الشباب وترسيخ ثقافة الابتكار لديهم، وتعزيز منظومة العمل الحكومي من أجل تقديم نموذج جديد للدولة الحديثة المتطورة وتبني منهج الابتكار كعنوان أساسي للسير بثبات نحو المستقبل وبناء اقتصاد المعرفة.