لم يتوقف الرئيس الأمريكي ترامب يوماً عن وصف هياكل الإسلام السياسي بأنهم ضد مصالح أمريكا، اليوم يقوم بترقية نظرته إلى جماعة الحوثيين اليمنية من تنظيم عسكري وسياسي ديني إلى منظمة إرهابية أجنبية. ويظهر جلياً أن واشنطن كانت مترددة في ذلك، فقد دعت لمحادثات مباشرة مع الحوثيين، لكنهم رفضوا، واعتبروا الإعلان الأمريكي للحوار ئ

«نصراً» لهم. وفي تقديرنا أن قرار الأمريكان قيدته طويلاً أمور عدة منها:

* لن يمر الإدراج بسلاسة، فترامب أفقد واشنطن رفاهية انقياد الكثير من الدول لقراراته، بل أن الإدراج سيحرج الأوروبيين.

* إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية يعني تقديم القوات العسكرية والبعثات الدبلوماسية الأمريكية كأهداف مشروعة للحوثيين ليهاجموا رداً على كل هجوم تشنه قوات التحالف العربي ضدهم، فحليف حليفك عدوك.

* سبق أن ظهر تردد واشنطن إبان وصم الحرس الثوري الإيراني بالإرهاب، وكان هناك لغط حول إدراج وكالة تابعة لحكومة أجنبية كمنظمة إرهابية. أما إدارج الحوثيين وهم حكومة ودولة كاملة فقد يدفع ذلك حكومات أخرى لتحذو كواشنطن بتصنيفاتها المتبادلة على الوكالات الأمريكية أو الخليجية مجتمعة او منفردة.

لكن الدوافع لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لها مبررات منها:

* انطباق التوصيف الأمريكي عليهم وهو أن تنخرط المنظمة في أنشطة إرهابية تهدد أمن مواطنيها أو الأمن القومي الأمريكي. فالخليج مرتبط بالأمن القومي الأمريكي منذ مبدأ كارتر 1980 ولم ينفك، والمنشآت النفطية والقوات ترصع الخليج وهي مصلحة أمريكية. بل أن الحوثيين أنفسهم أعلنوا الموت لأمريكا بشعار يحمله صبيتهم في نقاط التفتيش.

* يعني إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب، تجريم مشرعن لأي اتصالات سياسية أو اقتصادية معهم وفرض عقوبات على عناصرها وكل شخص أو منظمة أو شركة أو دولة تقيم علاقات معهم مما يعني تجميد وتجفيف مصادر تمويلهم وقطع لسان كياناتهم الإعلامية، بدل تركها كذراع وبوق إيراني.

* بالعجمي الفصيح:

تسمية قادة الحوثيين كإرهابيين عالميين مصلحة أمريكية تتعدى الرمزية فهو قطع لأحد أذرع إيران، وخطوة لعزلها، لكنه يتطلب حضوراً أمريكياً حتى لا يعوضوا نقصهم بسلب ما تجلبه منظمات الإغاثة.

* كاتب وأكاديمي كويتي