كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أمام أعمال الدورة الخامسة والسبعين لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لخصت بحكمة القائد ورؤيته الثاقبة تحديات المنطقة والعالم، بداية من جائحة كورونا (كوفيد-19) التي تستدعي وقفة دولية واحدة وعملاً جماعياً لمواجهة التداعيات القاسية للوباء على الإنسانية، وصولاً إلى حالة الصراع التي تعاني منها المنطقة منذ عقود.
وضعت كلمة جلالته النقاط على الحروف، ورسمت معالم الطريق لحل النزاعات وتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات، وفق رؤية واضحة تقوم على مبدأ «السلام الشامل».. رؤية تمد يد السلام القائم على مصلحة الجميع وفق قيم وثوابت لا حياد عنها مهما كانت الظروف.
ليلخص جلالته رسالة البحرين ورؤيتها للسلام العالمي الذي يهدف لخلق مجتمعات مزدهرة تبني جسوراً من الثقة والمحبة، بالتأكيد أمام العالم أجمع أن مملكة البحرين تتبنى السلام القائم على العدالة الشاملة، وتدعم جهود إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، الذي يعد مدخلاً أساسياً لتحقيق السلام بالمنطقة، مشيداً جلالته في ذات الوقت بخطوة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الشجاعة لإحياء أمل السلام والاستقرار في المنطقة بالتوصل إلى «اتفاق سلام تاريخي» مع إسرائيل مقابل وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ولم يُغيِب جلالته في كلمته دور الشركاء الفاعلين في المنطقة، فأكد على دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في صياغة «عقد جديد» عبر رئاستها مجموعة العشرين تتحقق فيه آمال شعوب العالم في الرخاء والاستقرار، مؤكداً جلالته أمام الجمعية العامة على نهج البحرين الثابت في مؤازرة الشقيقة الكبرى والوقوف صفاً واحداً معها في جميع المواقف وكافة الظروف.
وعرجت كلمة جلالته على دور جمهورية مصر العربية الشقيقة في ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي وفق المساعي السلمية الجادة، متطرقاً جلالته إلى مبادرة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي منحت الأمل للشعب الليبي الشقيق، لمواجهة التدخلات الخارجية وصدها، وأسهمت في إعادة بناء مقدرات دول المنطقة من منطلق دور مصر الرائد في حماية الأمن القومي العربي وصونه.
ليلخص جلالته برؤية وحكمة القائد الوضع في المنطقة ويضع الخطوط العريضة لصناعة السلام مع الفاعلين في المنطقة.