عندما يقال إن الخليج يرحب بحاملة الطائرات الأمريكية نيمتز Nimitz، نصبح في موقف يصعب الدفاع عنه، فكل بارجة حربية وكل مناورة بحرية تهدد السفن التجارية والنفطية والموانئ والمياه الإقليمية هو أمر مرفوض، لتعكيره أمن الخليج. فلماذا لا ينسحب ذلك على دخول المجموعة القتالية الأمريكية بقيادة الحاملة نيمتز! الأسباب التي تجعل دخول الحاملة حد القول إنها مصلحة خليجية كثيرة، منها أن واشنطن ستبدأ فرض عقوبات آلية الزناد رغم الموقف الأوروبي المعارض بل والمدافع عن طهران، لذا تعتمد أمريكا على تسهيلات الخليج ونعتمد على أمريكا لتحجيم التهديد الإيراني، فالحظر الدولي والعقوبات تكرار لسيناريو إسقاط الطاغية صدام التي كان الخليج جزءاً منها ونقوم بنفس الدور حالياً. كما إن عقوبات نيمتز هي لحماية الخليج من توسع إيران عبر «صفقة الربع قرن» مع الصين لشراء معدات عسكرية صينية لها وللحشد والحوثيين و«حزب الله». كما ستوقع طهران اتفاقية مماثلة مع روسيا، نظير قواعد لهما في الخليج العربي.

إن دعم دول الخليج للعقوبات والتلويح ترحيباً بقدوم نيمتز هو عودة مشروعة لعقوبات أممية منصوص عليها في الاتفاق النووي أصلاً بسبب خرق إيران لها، وهي خروق تمس أمن الخليج بالدرجة الأولى، و«نيمتز» ومجموعتها القتالية هي لمراقبة من يقوم بالخرق من الدول وتفتيش أي سفينة مشتبه بها، صحيح أن الوضع الانتخابي في أمريكا في نوفمبر 2020 وفي إيران 18 يونيو 2021 قد لا يسمح بالاشتباك بين الطرفين لكن الحاملة نيمتز رسالة دبلوماسية تزن 101600 طن لمرور تطبيق آلية الزناد «SnapBack»، فالمتوقع تصدير الأزمة خارج الدائرة الأمريكية الإيرانية بخلق اضطرابات في الجوار الخليجي، حيث لم يعد للإصلاحيين مكان في طهران، فالصقور يسيطرون على الحكم والحرس الثوري مغامر أيديولوجي أهوج لا ينصاع إلا للقوة. فهم يراهنون على خسارة ترامب صاحب العلاقة الجيدة مع الخليج بعكس بايدن الأقرب لطهران.

* بالعجمي الفصيح:

في يوليو 2020 سحبت سفن الحرس الثوري مجسماً لحاملة طائرات وهمية ثم فجروها خلال مناورة قرب هرمز، وكان ذلك استشرافاً واعياً لمآلات الأمور وإدراك أن آلية الزناد قادمة تحملها نيمتز فكيف ستخرج من تحت ثقل دبلوماسية الـ 101600 طن التي تفاوض بها واشنطن!

* كاتب وأكاديمي كويتي